قائلاً : لا إلى الخوارج ، ولا إلى المرجئة ولا إلى الزيدية ولا إلى المعتزلة ولا إلى القدرية ، إليّ إليّ.
فقلت له : جعلت فداك ، مضى أبوك فمن لنا بعده؟ وإن عبد الله (أخاك) يزعم أنّه هو من بعد أبيه؟ قال : إن عبد الله يريد أن لا يُعبد الله! فقلت : فمن لنا بعد أبيك؟ فأنت هو؟ أم عليك إمام؟ قال : لا! فداخلني من هيبته أكثر من ما كان يحلّ بي من أبيه! فقلت له : جعلت فداك ، أسألك عمّا كنت أسأل أباك؟ قال : سل تُخبر ولا تُذع فإن أذعت فهو الذبح! فقلت جعلت فداك ، إن شيعة أبيك ضُلّال ، فالقي إليهم وأدعوهم إليك؟ قال : من آنست منه رشداً فألقِ إليه وخذ عليه الكتمان ، فإن أذاعوا فهو الذبح! وأشار إلى حلقه! فخرجت من عنده.
فلقيت أبا جعفر الأحول فقال لي : ما وراءك؟ فحدثته بالقصّة ، ثمّ لقينا أبا بصير الكوفي والفضيل بن يسار البصري (فدللناهما عليه) فدخلا عليه وسألاه وسمعا كلامه فقطعا عليه بالإمامة. ثمّ لقينا أفواجاً من «الشيعة» فكل من دخل عليه قطع عليه بالإمامة.
وقلّ دخول الناس على عبد الله الأفطح فسأل عن ذلك فاخبر : أن هشاماً الجواليقي صدّهم عنك! فأقعد لي غير واحد في المدينة ليضربوني (١)!
تحيّر المأمور وشيعة نيشابور :
عُرف انتشار التشيع لأهل البيت في خراسان عامة ، والآن لأول مرّة
__________________
(١) أُصول الكافي ١ : ٣٥١ ـ ٣٥٢ ، الحديث ٧ ، وعنه في الإرشاد ٢ : ٢٢١ ـ ٢٢٣ ، وسها قلم المفيد في آخره فذكر زرارة بدلاً عن أبي بصير ، وعلّق عليه المجلسي في بحار الأنوار ـ ط. حجر ـ قال : ذكر زرارة هنا غريب ، إذ غيبته عن المدينة معروفة.