في الأخبار نقف على الشيعة الجعفرية في نيشابور خاصّة ؛ وتسرّى التحيّر فيهم بعد الصادق عليهالسلام :
روى الراوندي عن داود بن كثير بن أبي خالدة الرقي الكوفي الأسدي مولاهم (١) أن وافداً من خراسان (٢) ورد إلى الكوفة وزار أمير المؤمنين علياً عليهالسلام ، فروى الرقي عنه : أن جماعة من أهل خراسان اجتمعوا وسألوه أن يحمل لهم مسائلهم عن فتاوى ومشاورات وأموالاً ومتاعاً إلى الإمام بالمدينة (الصادق عليهالسلام) وفيها منديل ودرهم من امرأة تسمى شطيطة. فلمّا زار مرقد علي عليهالسلام رأى في ناحيته جماعة وجدهم من متفقهة الشيعة حول شيخ يسمعون منه ، وسألهم عنه فقالوا : هو أبو حمزة الثمالي. قال : فبينا نحن جلوس إذ أقبل أعرابي قال : جئت من المدينة وقد مات جعفر بن محمّد. فسأله أبو حمزة : هل سمعت له بوصية؟ قال : أوصى إلى ابنه عبد الله ، وإلى ابنه موسى ، وإلى المنصور! ففسّر أبو حمزة ذلك وأ نّه عليهالسلام دلّ بذلك على الصغير (موسى) وستر الأمر بالمنصور (٣)!
إلّا أنّ الخراساني قال : لم أفهم ما قال حتّى وردت المدينة وسألت عن وصيّ الصادق عليهالسلام فقيل لي : ابنه عبد الله ، فقصدته فوجدت باباً مكنوساً مرشوشاً عليه بوّاب ، فاستأذنت وبعد إذنه دخلت فإذا عبد الله على منصّة! فسألته : أنت وصيّ الإمام المفترض الطاعة؟ قال : نعم!
__________________
(١) رجال الطوسي : ٣٤٩ في أصحاب الكاظم عليهالسلام.
(٢) كذا في هذا الخبر المختصر بالنسبة إلى مفصّله ومطوّله عن أبي علي الحسن بن راشد البغدادي في مناقب آل أبي طالب ٤ : ٣١٥ وفيه : الشيعة في نيشابور ، واسم الرسول الوافد : محمّد بن علي النيشابوري.
(٣) وقد مرّ الخبر إلى هنا في وفاة الصادق عليهالسلام.