رووا عنه! وسمع به موسى بن صالح المشرقي فسأل الرضا عليهالسلام عن ذلك وقال : فما تقول فيه يا سيدي نتولاه؟ قال : نعم! فأعاد عليه : نتولاه قطعاً؟! قال : نعم تولّوه! نعم تولّوه! وكان مع هذا المشرقي السائل أصحابه فقال له الإمام عليهالسلام : اخرج الآن إليهم وقل لهم : قد أمرني بولاية هشام بن الحكم! فخرج المشرقي بين يدي الإمام إليهم وقال لهم : ألم أخبركم غير مرة : أن هذا رأيه في هشام بن الحكم (١)؟!
ونفي حفص القاضي إلى الكوفة :
أبو عمر حفص بن غياث الكوفي ، أسند النجاشي عن ابنه عمر كتاب أبيه عن الصادق عليهالسلام وهو نحو (١٧) حديثاً (٢) منها قوله عليهالسلام : فوالله لو أن سجد حتى ينقطع عنقه ما قبل الله «عزوجل» منه عملاً إلّابولايتنا أهل البيت (٣) وعن الكاظم عليهالسلام قال لي : يا حفص ، من مات من أوليائنا و «شيعتنا» ولم يحسن القرآن عُلّم في قبره ليرفع الله به من درجته (٤).
ثمّ طلبه الرشيد فولّاه قضاء بغداد الشرقية (وأبو يوسف على غربيها) فقبل ولكنه قال : ما وليت القضاء حتى حلّت لي الميتة! ولئن يدخل الرجل اصبعه في عينه فيقتلعها فيرى بها خير له من أن يكون قاضياً! فلما قيل له : الخليفة يدعوك! قال : أنا أجير للخصوم فحتى أفرغ منهم! فلم يقم حتى قاموا!
__________________
(١) اختيار معرفة الرجال : ٢٦٨ ، الحديث ٤٨٣.
(٢) رجال النجاشي : ١٣٤ برقم ٣٤٦.
(٣) روضة الكافي : ١١١ ، الحديث ٩٨ وهو حديث طويل.
(٤) أُصول الكافي ٢ : ٦٠٦ ، الحديث ١٠ ، باب فضل حامل القرآن.