بذلك ، فدعاه وقال له : إلى أين يابن أخي؟ قال : إلى بغداد. قال : ما تصنع؟ قال : أنا مملق وعليَّ دَين. قال : فأنا أقضي دينك. فلم يلتفت إلى ذلك. فقال له : انظر يابن أخي! لا تؤتم أولادي! وأمر له بثلاثمئة دينار وأربعة آلاف درهم ، فأخذها وقام وانصرف.
وقال الكاظم عليهالسلام لمن حضره : والله ليسعينّ في دمي ويؤتمن أولادتي! فقالوا له : جعلنا الله فداك! فأنت تعلم هذا من حاله وتعطيه وتصله؟! قال : نعم حدّثني أبي عن آبائه عن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : «إنّ الرحم إذا قطعت فوَصلت قطعها الله» (١).
كلام هشام والكاظم عليهالسلام :
ضمن أخبار إحضار الصادق عليهالسلام في عصر السفاح في الحيرة في أوائل الدولة العباسية ، مرّ الخبر عن بداية معرفة هشام بن الحكم الكوفي الكندي مولاهم بالصادق عليهالسلام. وبمناسبة وفاة عمرو بن عبيد المعتزلي البصري مرّ خبر مناظرة هشام معه بالبصرة في الإمامة. وبمناسبة مضايقة المهدي العباسي على أصحاب الأهواء وصنوف الفرق مرّ أن أرسل إليه الكاظم عليهالسلام : أن كُفّ هذه
__________________
(١) مقاتل الطالبيين : ٣٣٣ ـ ٣٣٤ عن أحمد البغدادي الثقفي في كتابه المبيّضة ، وعن ابن عقدة عن العُبيدلي النسابة في كتابه نسب آل أبي طالب كما مرّ أعلاه ، وفضّل نقله المفيد في الإرشاد ٢ : ٢٣٧ والطوسي في الغيبة : ٢٦ ـ ٢٨ ، الحديث ٦ ، على ما في أُصول الكافي ١ : ٤٨٥ ، الحديث ٨ باب مولد الكاظم عليهالسلام ، وفيه : أنّ ذلك كان في مكة في عمرة رجب في دار الإمام بالحوبة بوساطة علي بن جعفر لمحمد بن إسماعيل ، وأ نّه مات ، بينما مرّ أنّه كان حيّاً زمان المأمون!