منه الصلح على أن يدفعوا إليهم أسراهم ثلاثمئة وعشرين مسلماً ، فقبل وعاد (١).
فلمّا دخلت سنة (١٨٩ ه) أغار الروم على أدرنه والكنيسة السوداء وعين زربه.
ففي العام التالي (١٩٠ ه) غزا الرشيد الروم حتّى أقام في طُوانة وفرّق قواده في بلادهم ، فبعث إليه نيقيفور بثلاثين ألف دينار جزية عن رأسه ورأس ابنه ، فانصرف الرشيد (٢) وكان عسكره مئة وخمساً وثلاثين ألفاً (٣).
وفي سنة (١٩٠ ه) وثب أهل حِمص على واليهم وخلعوه ، فخرج الرشيد نحوهم إلى منبج فلقيه وفد منهم يستقيلونه ، فعفا عنهم. ونفذ في الصيف إلى الروم ففتح هِرقلة والمطامير (٤).
ومات الفُضيل بن عياض :
قال المسعودي : في سنة (١٨٧ ه) توفي أبو علي الفُضيل بن عياض الخراساني (٥) السمرقندي (٦) كان قوياً من قُطاع الطرق بين سَرَخْس وأبيورد ، وعِشق جارية ، وصعد جدارها إليها فسمع من يتلو : (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ (٧)) فتأثر وقال : يا رب قد آن!
__________________
(١) تاريخ خليفة : ٣٠٣ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٢٣.
(٢) تاريخ خليفة : ٣٠٤.
(٣) تاريخ ابن الوردي ١ : ٢٠٠ وقال : سوى الأتباع والمتطوعة!
(٤) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٢٨.
(٥) مروج الذهب ٣ : ٣٥٤.
(٦) تاريخ ابن الوردي ١ : ١٩٩.
(٧) الحديد : ١٦.