ووصل نعيه إلى بغداد في (١٨) جمادى الأُولى (١) وقيل : توفي في (٣) جمادى الآخرة ووصل خبره بغداد في منتصفها (١٢) يوماً (٢).
ومن مروياته في جلسة خاصة مع بني أعمامه العباسيين قال لهم : بلغني : أنّ العامة يظنون فيّ بغض عليّ بن أبي طالب! ووالله ما أُحبّ أحداً حبّي له! ولكن هؤلاء (أبناؤه) أشدّ الناس بغضاً لنا وطعناً علينا وسعياً في إفساد ملكنا! بعد أخذنا بثارهم! ومساهمتنا إياهم ما حويناه! حتّى إنّهم لأميَل إلى بني أُمية منهم إلينا!
ثمّ قال : فأما وُلده لصلبه فهم سادة الأهل ، والسابقون إلى الفضل ؛ ولقد حدّثني أبي المهدي عن أبيه المنصور عن محمّد بن علي عن أبيه علي بن عبد الله عن أبيه عبد الله بن عباس أنّه سمع النبيّ صلىاللهعليهوآله يقول في الحسن والحسين : «من أحبّهما فقد أحبّني ومن أبغضهما فقد أبغضني» (٣).
وأنا أكاد أقطع بأنه من الأحاديث التي كانوا يثيرون بها الناس على بني أُمية.
ونقل السيوطي : أنّ الرشيد اجتمع بولديه المأمون والأمين لدى مالك بن أنس ليسمعوا منه كتابه الموطّأ (٤) متابعاً بذلك سياسة المنصور في نصرة فقه مالك على فقه أهل البيت عليهمالسلام.
بدايات خلافة الأمين :
في طوس مات الرشيد ومعه الفضل بن الربيع ، فقام بأخذ البيعة للأمين ممّن حضر من العباسيّين وقوّادهم ، وذلك لأول جمادى الأُولى سنة (١٩٣ ه)
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٣٠.
(٢) تاريخ الخلفاء للسيوطي : ٣٥٤.
(٣) تاريخ الخلفاء للسيوطي عن الأوراق للصولي : ٣٥١.
(٤) المصدر : ٣٥٢.