وأمر المهدي بجباية أسواق بغداد وجعل لذلك سعيد الجُرشي ، وكان أول من جبى الأسواق (١).
وفي آخر سنة (١٦٨ ه) أصاب الناس ظلمة وتراب أحمر على وجوههم وفي فرشهم ، وأصابهم وباء وموت كثير (٢).
المضايقة على الزنادقة :
قال السيوطي : في سنة مئة وست وستين جدّ المهديّ في تتبّع الزنادقة والبحث عنهم في الآفاق وإبادتهم ، وحتّى القتل على التهمة (٣).
ونقل المسعودي عن العبدي الخراساني : أنّ القاهر بالله العباسي طلب منه أخبار خلفاء بني العباس ، فقال في المنصور : هو أول خليفة ترجمت له كتب أرسطاطاليس من المنطقيات وغيرها ، وتُرجم له كتاب المجسطي لبطلميوس ، وكتاب الارتماطيفي وكتاب الاقليدس ، وسائر الكتب القديمة من اليونانية والرومية والفهلوية والفارسية والسُريانية ، واخرجت للناس فنظروا فيها وتعلقوا بتعلمها (٤). وانتشرت كتب ماني وابن ديصان ومرقيون مما نقله عبد الله بن المقفّع وغيره ، وتُرجمت من الفارسية والفهلوية إلى العربية ، وما صنّفه في ذلك : ابن أبي العوجاء ، وحمّاد عجرد ، ويحيى بن زياد ، ومطيع بن إياس من تأييد المذاهب المانوية والديصانية والمرقونية.
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٩٧ ـ ٣٩٩.
(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٠١.
(٣) تاريخ الخلفاء للسيوطي : ٣٣٠.
(٤) مروج الذهب ٤ : ٢٢٣.