هذا وهو ابن ست وثلاثين وقد خلّف بنتاً وابناً غير بالغ ، وتوفي في ثاني أيام عيد الأضحى سنة (١٣٦ ه) (١) وكان طويلاً أبيض أقنى حسن الوجه جعد الشعر له وفرة ، يهون عليه أن يسفك دماء عالم من أعدائه بلا أن يعاين ذلك (٢) وكانت وفاته بالجدري (٣) وصلّى عليه عمّه عيسى ودفنه بالأنبار العتيقة ، وكان قد عقد العهد في ثوب وختم عليه ودفعه إلى عمّه عيسى لأخيه المنصور ثمّ عيسى بن موسى (٤).
ربيعة الرأي والإمام الصادق عليهالسلام :
مات أمير الحجاز داود بن علي العباسي في غرة شهر ربيع الأول (٥) واستخلف ابنه موسى فعزله السفّاح وولّى خاله زياد بن عُبيد الله الحارثي فقدم المدينة في جمادى الأُولى سنة (١٣٣ ه) إلى موت السفاح (٦) سنة (١٣٦ ه) وفيها مات ربيعة الرأي ابن أبي عبد الرحمن مولى آل المنكدر (٧) وكان فقيه المدينة!
ويظهر من خبر أنّ الصادق عليهالسلام كان يحضر مجلس زياد الحارثي هذا ، ولعله كان في أوائل أمره ولذا سأل عن تحريم النبي صلىاللهعليهوآله للمدينة ، وكان ربيعة الرأي أيضاً حاضراً فسأله : يا ربيعة ما الذي حرّم رسول الله من المدينة؟ فقال : بريد في
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٦٢.
(٢) التنبيه والإشراف : ٢٩٣.
(٣) تاريخ مختصر الدول : ١٢٠ ، وتاريخ ابن الوردي ١ : ١٨٤ ، والسيوطي : ٣١٣.
(٤) تاريخ ابن الوردي ١ : ١٨٤.
(٥) تاريخ خليفة : ٢٦٨.
(٦) تاريخ خليفة : ٢٧٠.
(٧) تاريخ خليفة : ٢٧٢.