بريد. والبريد لم يكن على عهده صلىاللهعليهوآله وإنّما هو معرّب عن الفارسية بعد ذلك (١). فروى الصدوق بسنده عنه عليهالسلام قال : فقلت لربيعة : أكانت البريد على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله؟! فسكت ولم يُجبني! فأقبل زياد عليَّ وقال : فما تقول أنت يا أبا عبد الله؟ قال : فقلت : حرّم رسول الله صلىاللهعليهوآله من المدينة من الصيد : ما بين لابتيها. فقال : وما «لابتيها»؟ قلت : ما أحاطت به الحِرار (من الشرق والغرب : حَرّة واقم وحَرّة ليلى) فقال : ومن الشجر؟ قلت : من (جبل) عير إلى (جبل) وَعِير (٢).
وشتم رجلٌ النبي صلىاللهعليهوآله ، فسأل الوالي (الحارثيّ) عبدَ الله بن الحسن والحسنَ بن زيد وغيرَهما فقالوا : يُقطع لسانه! وقال ربيعة الرأي : بل يُؤدّب! وسأل الوالي الصادق عليهالسلام فقال لهم : أرأيتم لو ذكر (رجل بالسوء) رجلاً من أصحاب النبيّ فما كان الحكم فيه؟ قالوا : مثل هذا! فقال : فليس بين النبيّ وبين رجل من أصحابه فرق؟ فقال الوالي (الحارثي) فكيف الحكم فيه؟ قال :
أخبرني أبي أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : «الناس فيّ أُسوة سواء ، فمن سمع أحداً يذكرني (بسوء) فالواجب عليه أن يقتل من شتمني ، ولا (يجب أن) يرفع إلى السلطان ، والواجب على السلطان إذا رفع إليه أن يقتل من نال مني».
فقال الوالي (الحارثي) : فبحكم أبي عبد الله أخرجوا الرجل فاقتلوه (٣).
__________________
(١) في مجمع البحرين ٣ : ١٣ عن الفائق للزمخشري : البريد في الأصل كلمة فارسية أصلها : بريده دُم ، أي محذوفة الذنب ، لأن بغال البريد كانت محذوفة الأذناب ، فعُرّبت ثمّ سميت بها المسافة.
(٢) معاني الأخبار : ٣٣٧.
(٣) مناقب آل أبي طالب ٤ : ٢٨٤.