وكان لإسماعيل ابنان محمد وعلي وكانا صغيرين ، فيظهر من خبر الكشي عن الكاظم عليهالسلام : أنهما مكثا عند جدّهما مدّة حتّى ضجر منهما ، وكان أخو إسماعيل لأُمه عبد الله بن جعفر الأفطح فحولهما إليه وقال له : إليك ابنَي أخيك فقد ملآني بالسفه (الغضب) يعني محمداً وعلياً ابني إسماعيل (١).
وزعم بعضهم : أنّه عليهالسلام كان قد أشار إلى إمامة ابنه إسماعيل ، فلما مات قال : إنّ الله بدا له في إمامة إسماعيل! وخرج سليمان بن جرير المتكلّم يكذّب بالبداء ، فمال بعضهم إليه وقالوا بمقالته وقالوا : كذبنا جعفر! فليس إماماً! لأنّ الإمام لا يكذب ولا يقول ما لا يكون (٢).
وكان إسماعيل قد تزوّج بأُم ولد وله مولى يدعى مبارك فهذا ادّعى أنّ الصادق عليهالسلام كان قد أشار بالإمامة إلى مولاه إسماعيل ، فلما توفي جعلها لابنه محمّد ، ذلك أنّها لاتنتقل إلى أخٍ بعد الحسنين عليهماالسلام ، وتبعه بعضهم فسموا المباركية نسبة إليه (٣).
بقية حوادث سنة (١٣٣ ه):
تفرق بنو أُمية بعد قتل مروان فصار جماعة منهم إلى عبد الرحمن بن حبيب العقبى في إفريقية ، وبنى هذا على مقاومة السفّاح ، فخالفه أخوه إلياس بن حبيب ووثب عليه جماعة من أهل البلاد منهم عقبة بن الوليد الصدفي ، ودعا إلياس إلى بني العباس فبايعوه ، فأخذ من صار إلى إفريقية من بني امية وحبسهم وكتب بخبرهم إلى السفّاح.
__________________
(١) اختيار معرفة الرجال : ٢٦٥ ، حديث ٤٧٨.
(٢) فرق الشيعة : ٦٤ ، وفي المقالات والفرق : ٧٨ ويراجع في تأويله للبداء والتقية كما يجترّه النواصب اليوم.
(٣) المقالات والفرق : ٨٠ ، ٨١.