ووثب أهل الموصل على عاملهم فانتهبوه وأخرجوه! فولّى السفّاح أخاه يحيى بن محمّد على الموصل وضمّ إليه أربعة آلاف رجل من أهل خراسان ، فقدمها أوائل سنة (١٣٣ ه) فاعترض الناس يوم جمعة حتّى قتل ثمانية عشر ألف عربي وعبيدهم ومواليهم ، وجرت دماؤهم فغيّرت ماء دجلة (١)! وقال ابن الوردي : كان معه أربعة آلاف زنجي ، وقتل من أهلها أحد عشر ألفاً ثمّ قتل صبيانهم ونساءهم ، وأنكح نساءهم الزنوج معه وهنّ عربيات! فقالت له إحداهنّ : أما تأنف للعربيات أن ينكحهنّ الزنوج! فتأثر وجمعهم فقتلهم! فنقله السفّاح إلى فارس! وولّاها أخاه إسماعيل بن محمّد (٢).
وكان عامل مروان على أرمينية إسحاق بن مسلم العقيلي فاستخلف عليها مسافر بن كثير ، وولّى السفّاح عليها محمّد بن صول ، فحاربه حتّى قتله واستولى على أرمينية ، وكان على قلعة الكلاب ومدينتها ورد بن صفوان السامي ، فلمّا رأى أهل البلقان اشتعال الحروب زحفوا إليها وجمعوا إليهم لفيفاً من الصعاليك وغيرهم بالقلعة ، فوجّه ابن صول إليهم صالح بن صبيح الكندي فحاصرهم حتّى قتل منهم جمعاً كثيراً.
وكان قد تغلب على السند منصور بن جمهور ، فأرسل إليها السفّاح موسى بن كعب التميمي فنفد موسى في عشرين ألف مقاتل ، فصار إلى قندابيل ثمّ كاتب موسى من كان مع منصور من القبائل وكاتبتهم قبائلهم ثمّ زحف موسى بجمعه إليه فانهزم منصور وأدركه فقتله (٣).
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٥٧.
(٢) تاريخ ابن الوردي ١ : ١٨٤.
(٣) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٥٨.