ولما مات المنصور أنفذ الربيع وصيّته إلى المهدي مع مولاهم مَنارة فأوصلها إليه في اثني عشر يوماً وأخذ الربيع البيعة له على من حضر من القوّاد والهاشميين العباسيّين (١).
المهديّ بعد أبيه المنصور :
وأحضر المهدي القوّاد والهاشميين العباسيّين وأصحابهم فبايعوه ، وقرأ عليهم وصيّة أبيه وهي طويلة ، وأظهر جزعاً عليه ، ووفدت الوفود عليه تعزّيه. وعاد الربيع لأوّل المحرم لعام (١٥٩ ه) ومفاتيح الخزائن معه وكان المنصور قد قبض من كثير من الناس أموالهم فأمر المهدي الربيع بإحضار دفتر القبوض ، فوجّه إلى كل من كان أبوه قبض شيئاً من ماله استحضرهم لمنتصف المحرم حيث جلس للناس عامة ، وقال لهم : هذه أموالكم مبارك لكم فيها! فحلّلوا أمير المؤمنين! من إبطائها عنكم! ثمّ أمر بإخراج من في المحابس من «الطالبيين» وغيرهم من سائر الناس ، ووصلهم وكساهم. وكان في الحبس من أيام السفاح عبد الله بن مروان الحمار ، فأخرجه وأعطاه عشرة آلاف درهم وخلّاه (٢).
المهدي ومظلمة فدك :
ويظهر من خبر رواه الكليني كأنّ الكاظم عليهالسلام كان قد قصد المهديّ بعد المنصور :
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٩٢.
(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٩٤.