فقال أبو السرايا : يابن رسول الله ، كان هذا من تدابير الحرب ولا اعاود مثله (١)!
مصير ابن طباطبا وخليفته :
روى الاموي الزيدي عن نصر بن مزاحم وغيره قالوا : لما دنا أجل ابن طباطبا وعنده أبو السرايا قال له : اوصيك بتقوى الله والمقام على الذبّ عن دينك ، ونصرة «أهل بيت» نبيّك صلىاللهعليهوآله! فإنّ أنفسهم موصولة بنفسك ، وولّ الناس الخيرة في من يقوم مقامي من «آل علي» فإن اختلفوا فالأمر إلى علي بن عبيد الله (الأعرج) فإني قد بلوت طريقته ورضيت دينه! ثمّ مات ، وكتم أبو السرايا موته حتّى كان الليل فأخرجه مع نفر من «الزيدية» إلى «الغريّ» فدفنه هناك.
فلمّا كان الغد جمع الناس فخطب ونعى إليهم محمّدَ بن إبراهيم وعزّاهم عنه ، فأعظموا موته وارتفعت أصواتهم بالبكاء عليه ، ثمّ قال لهم : وقد أوصى أبو عبد الله إلى من اختاره وهو أبو الحسن علي بن عبيد الله (الأعرج) فإن رضيتم به وإلّا فاختاروا لأنفسكم (٢).
هذا وقد مرّ الخبر عن «عمدة الطالب» : أن ابن طباطبا أوصى بالأمر إليه ، فإن لم يقبل فلأحد ابنيه عبيد الله ومحمّد ، فلم يقبل وصيته ولا أذن لابنيه بالخروج إليه (٣) وعن النجاشي قال : أراده ابن طباطبا ليبايع له أبو السرايا بعده فأبى عليه ، وردّ الأمر إلى محمّد بن محمّد بن زيد بن علي (٤).
__________________
(١) مقاتل الطالبيين : ٣٥٢ ـ ٣٥٣ عن نصر بن مزاحم وغيره.
(٢) المصدر السابق : ٣٥٤.
(٣) عمدة الطالب : ٣٢١.
(٤) رجال النجاشي : ٢٥٦ برقم ٦٧١.