واشتدّ طربه لغناء ابن عائشة فجرّده وقام إليه يقبّله عضواً عضواً حتّى أهوى إلى ذكره يقبّله فجعل ابن عائشة يضمّه بين فخذيه ويقول الوليد له : والله لا زلت حتّى اقبّله! فلم يزل حتّى قبّل رأس ذكره وصاح : وا طرباه! وا طرباه! ثمّ نزع ثيابه فألقاها على ابن عائشة ودفع إليه ألف دينار وحمله على بغلته (١).
فلما حاصروه في قصره قال لهم : ألم أرفع المؤون عنكم؟! ألم اعط فقراءكم؟! ألم أزد في اعطياتكم؟! فقالوا : إنّا ما ننقم عليك في أنفسنا إنما ننقم عليك في انتهاك ما حرّم الله من شرب الخمر ونكاح امهات أولاد أبيك (٢)!
وروى السيوطي قال : نظر أخوه سليمان بن يزيد إلى رأسه وقال : بُعداً له ، أشهد أنّه كان شروباً للخمر ماجناً فاسقاً ، ولقد راودني على نفسي! وعن الذهبي : اشتهر بالخمر والتلوّط (٣).
أيام يزيد بن الوليد :
بعد قتل يزيد بن الوليد لابن عمّه الوليد بن يزيد بخمسة أيام تملّك في مستهل رجب سنة (١٢٦ ه) ، وبايع لأخيه إبراهيم بن الوليد بولاية عهده ووجّهه إلى الأُردن ، لكنهم كانوا قد أمّروا عليهم عمّ يزيد : محمد بن عبد الملك ، فواقفوه للقتال ، ولكن إبراهيم أرسل إليهم عبد الرحمن بن مُصاد يقول لهم : علامَ تقتلون أنفسكم؟ أقبلوا إلينا نجمع لكم الدنيا والآخرة! وأنا أضمن لكل رجل منكم ألف دينار! فتفرقوا عن محمد بن عبد الملك إلى ابن أخيه إبراهيم بن الوليد. ثمّ خرج بالأُردن على يزيد : أخوه عمر بن الوليد ، وفي قنّسرين أخوه الآخر
__________________
(١) مروج الذهب ٣ : ٢١٥.
(٢) مختصر تاريخ الدول : ١١٨ وتاريخ الخلفاء للسيوطي : ٣٠٠.
(٣) تاريخ الخلفاء للسيوطي : ٣٠٠ ، ٣٠١.