بشر بن الوليد ؛ وفي حمص أخوه الآخر العباس بن الوليد وساعده سليمان بن هشام ، وأبو محمد بن عبد الله بن يزيد بن معاوية وشايعهم أهل حمص ، وقتلوا عاملهم عبد الله بن شجرة الكندي ، وقتل أهل مصر أميرهم حفص بن الوليد الحضرمي ، وأخرج أهل المدينة عاملهم عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز! فاضطربت البلدان وعمّتها الفتن. وكان في بيت المال يوم ولي أربعون ألف ألف (مليون) دينار ففرقها كلّها يزيد (١).
وفي شعبان سنة (١٢٦ ه) خرج سعيد بن بهدل النمري بالجزيرة في العراق ، ولأول شهر رمضان نزل بعض كور الموصل ، وكان قد خرج أبو كرب الحميري وتسمّى أمير المؤمنين في جمع كثير ، ولكنّه لما تبيّن له أن سعيداً كان قد خرج قبله سلّم أمره إليه فاجتمع إليه خمسمئة رجل ، فسار سعيد إلى شهرزور والتقى فيها بشيبان اليشكري الهمداني وكان قد خرج بجمع وتسمّى أمير المؤمنين ، ولكنّه لما تبيّن له أنّ سعيداً خرج قبله سلّم له وسار معه.
وكان مروان بن محمد بن مروان بن الحكم والياً على أرمينية ، فلما علم بقتل يزيد للوليد لم يبايع له وقبل بيعة من معه لنفسه فبايعوه (٢) فكان هذا أول أمره.
وعلى رأس ستة أشهر من حكم يزيد بن الوليد أي في العشرين من ذي الحجة عام (١٢٦ ه) قيل إنّ إبراهيم بن الوليد سمّ أخاه يزيد (٣) وكان الفقيه لدى يزيد أبو العلاء برد بن سنان ، وكان قد نهاه أن يدخل في الخلافة ، وكان حاضراً عند احتضار يزيد ، إذ دخل عليه مولاه قَطَن وقال له : أنا رسول من وراء بابك
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٣٥ و ٣٣٦.
(٢) تاريخ خليفة : ٢٤٢ ، ٢٤٣.
(٣) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٣٦.