ثمّ رجع إلى جرجان ثمّ إلى نيسابور ، فولّى أخاه مدركاً على بلخ ، وأخاه محمّداً على مرو ، وابنه مخلّداً على سمرقند.
ولمّا اختلّ أمر عمّال الحجّاج أخلّ الجند الذين كانوا مع محمّد بن القاسم الثقفي بالسِند بمراكزهم وعادوا إلى بلادهم ، فوجّه الحجّاجُ سليمانَ حبيب بن المهلّب إليها فأخذ القاسم وقيّده وحبسه (١)!
أول أمر بني العباس :
بعد وفاة عبد الله بن العباس غادر ابنه علي بن عبد الله الحجاز إلى الشام فنزل في بلدة الحُميمة من أرض الشراة من نواحي دمشق ، ورُزق بها أولاداً منهم محمّد بن علي (٢).
__________________
فغدروا بهم وقتلوهم ، فحلف إن ظفر بهم أن يأكل خبزاً من طحين مطحون بدمائهم! ثمّ سار إليهم فتحصّنوا منه ، فقاتلهم شهوراً اخرى حتّى أَعطوا بأيديهم ونزلوا على حكمه ، فسبى ذراريهم ، وقاد منهم اثني عشر ألفاً إلى وادي الأندرهز من جرجان يجري فيه ماء وعليه أرحاء ، فقتلهم هناك ثمّ أجرى الماء على الدماء لتطحن الأرحاء بدمائهم فيطحن ويختبز ويأكل منه لحلفه!
قال : وخالفه اصطهبد طبرستان فغزاه ، فسأله الصلح فأبى ، فاستعان الاصطهبد بأهل الجبال والديلم فالتقوا عند سند الجبل فاقتتلوا قتالاً شديداً ثمّ هزمهم الله فصعدوا الجبل وسألوا الصلح ، فصالحهم ابن المهلب على أربعمئة رجل (؟) مع كلّ منهم كسوة : برنس وطيلسان وشقة حرير وجام فضة! ومعهم أربعمئة حمل زعفران أو قيمته! وسبعمئة ألف درهم كلّ عام. تاريخ خليفة : ٢٠١ ، وانظر تفاصيل ذلك في تاريخ الطبري ٦ : ٥٣٢ ـ ٥٤١ ، حوادث (٨٨ ه).
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٢٩٦.
(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٢٩٠.