أبا مسلم بقتله الخلّال أو يوجد له سبيلاً إلى الاحتجاج به عليه! فكتب السفّاح إلى أبي مسلم : أن وجّه أنت من يقتله! فوجّه أبو مسلم لذلك مراد بن أنس الضبّي.
وكان الخلّال يسمر عند السفّاح ، فجلس الضبّي له على بابه فلمّا خرج ثار إليه فضرب عنقه (١).
وقال المسعودي : بل وجّه جماعة من ثقات أصحابه لإعمال الحيلة لقتل الخلّال! وكان أديباً عالماً بتدبير السياسة فكها ممتعاً! فكان السفّاح يأنس به ويسمر عنده. فقيل : إنّ أبا سلمة انصرف ليلة من عند السفّاح في مدينته بالأنبار وليس معه أحد! فوثب عليه أصحاب أبي مسلم فقتلوه! فلمّا اتصل خبره بالسفّاح أنشأ يقول :
إلى النار فليذهب! ومن كان مثله |
|
على أي شيء فاتنا منه نأسف (٢)؟! |
وذلك كان في أوائل ما بعد التخلّص من مروان بمصر ، وفراغ أخيه المنصور وقائده الحسن بن قحطبة من شرّ ابن هبيرة بواسط ، فولّى أخاه المنصور الجزيرة والموصل إلى الثغور ، فخرج حتّى صار إلى الرقة فاختط بها الرافقة على شط الفرات وهندسها له قائده أدهم بن محرز الباهلي. وكذلك ولّاه أرمينية وآذربايجان ، فولّى الحسن الطائي الجزيرة ثمّ أرمينية (٣).
وسليمان الأموي بعد أبي سلمة :
كان سليمان بن هشام بن عبد الملك قد خرج على مروان ، ثمّ استأمن من السفّاح فآمنه ، فقدم عليه ومعه ولداه. وكان السفّاح يجلس بالعشيّات ويأذن
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٥٢.
(٢) مروج الذهب ٣ : ٢٧١.
(٣) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٥٨.