ولقد تواترت إليّ كتبهم بدعوتهم فصممت عن ندائهم ، وألبست قلبي غشاءً عن ذكرهم ، يأساً منهم وإطّراحاً لهم. وما لهم مثَل إلّاكما قال علي بن أبي طالب : «إن اهملتم خُضتم ، وإن حوربتم خُرتم ، وإن اجتمع الناس على إمام طعنتم وإن أجبتم إلى مشاقّة نكصتم» (١).
ولم يُعلم عن الصادق عليهالسلام أيّ شيء مثل هذا.
منازله ومصاهرته ودعوته وبيعته :
قال البلاذري : نزل بالكوفة في منزل حُميد بن دينار من موالي بني أحمس ، ثمّ في منزل نصر بن خُزيمة العبسي ، ثمّ تحوّل إلى منزل نصر بن عبد الرحيم البارقي ثمّ إلى بني يربوع ثمّ بني بكر بن وائل (٢).
وزاره في بعض هذه الدور شيعة الكوفة رجالاً ونساءً ، ومنهن من الأزد أُمّ عمرو ابنة الصلت الأزدي أرملة عبد الله بن أبي العنبس الأزدي وكانت ترى رأي «الشيعة» فبلغها مكان زيد فأتته لتسلّم عليه ، وهي امرأة أرملة مسنّة ولكنّها جميلة جسيمة ولا يتبيّن عليها عمرها ، وهي حجازية فصيحة ، فسألها عن نسبها فأخبرته ، فخطبها فعرضت عليه ابنتها ، فواعدها موعداً ثمّ ذهب إليها فتزوّج ابنتها ، فولدت له جارية ماتت بعد ذلك (٣) فكان ينزل فيهم أيضاً.
__________________
(١) تاريخ الطبري عن النُميرى البصري ٧ : ١٦٩ وأنساب الأشراف ٤ : ٢٤٩. والخطبة في نهج البلاغة : ١٧٩. وخبر الكتاب عن أبي إسحاق الإصفهاني!
(٢) أنساب الأشراف ٤ : ٢٤٦ ، الحديث ٢٤٧.
(٣) روى البلاذري : أنّ يوسف الثقفي بعد قتل زيد جاء بيعقوب هذا وطلب منه ابنته زوجة زيد فأبى أن يأتيه بها فقتله! ثمّ طلبها من عرّيفهم فأبى فكسر يديه ورجليه! أنساب الأشراف ٤ : ٢٦٤ ـ ٢٦٥ ، الحديث ٢٧٤.