وتزوّج اخرى ابنة يعقوب بن عبد الله السُلمي من بني فرقد (١) ، فكان ينزل فيهم أيضاً.
وينزل في بني غُبر ، ثمّ إلى دار معاوية بن إسحاق بن زيد بن حارثة الأنصاري الكلبي في بني سلول ، وفي بني نهد ، وبني تغلب. وأقبلت «الشيعة» يختلفون إليه ويبايعونه في أكثر من عشرة أشهر ، حتّى أحصى ديوانه خمسة عشر ألف رجل من الكوفة. وأرسل إلى أهل السواد وحتّى الموصل رجالاً يدعون إليه ، وصار هو إلى البصرة شهرين ثمّ عاد إلى الكوفة.
وكانت دعوته لبيعته : إنّا ندعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيّه صلىاللهعليهوآله ، وجهاد الظالمين ، والدفع عن المستضعفين ، وإعطاء المحرومين ، وقسم الفي بالسواء وردّ الظالمين ، وإقفال المجمَّرين (المجاهدين في الثغور) ونصرنا «أهل البيت» على من جهل حقّنا و «نصب» لنا. فهل تبايعون على ذلك؟
فإذا قالوا : نعم ، وضع يده على يد الرجل وقال له : عليك عهد الله وميثاقه وذمته وذمة رسوله لتفينّ ببيعتي ، ولتقاتلنّ عدوّي ، ولتنصحنّ في السرّ والعلانية! فإذا قال : نعم ، مسح يده على يده ودعا : اللهمّ اشهد (٢)! ويقول لهم :
__________________
قال : وامرأة أعانت زيداً فأمر بقتل زوجها وبقطع يديها ورجليها ، فقالت : اقطعوا رجلي أوّلاً حتّى أجمع عليّ ثيابي! فقطع يدها ورجلها فنزفت حتّى ماتت ، ثمّ قتل زوجها!
(١) روى البلاذري : أنّ يوسف الثقفي بعد قتل زيد بعث فهدم دارها وحُملت إليه فأمر بشق ثيابها عليها فصاحت عليه : ما أنت بعربي! أتعرّيني وتضربني لعنك الله! فأمر بجلدها حتّى ماتت تحت السياط ، فأمر أن تُلقى في العَراء! فأخذها قومها الأزد ودفنوها بين قبورهم. أنساب الأشراف ٤ : ٢٦٤ ـ ٢٦٥ ، الحديث ٢٧٤.
(٢) تاريخ الطبري ٧ : ١٧١ ـ ١٧٣ وفي أنساب الأشراف ٤ : ٢٤٥ ـ ٢٤٦ ، الحديث ٢٤٧ وهو خبر الكلبي عن أبي مخنف.