عاملاً على المدينة ، وذكره الطبري قال : والذي وجّهه إلى المدينة محمّد بن سليمان بن داود بن الحسن المثنّى ، وكان الوالي على مكة والمدينة داود بن عيسى العباسي ، ولم يقاوم أحد محمّد بن سليمان (١).
وروى الصدوق بطريق إلى محمّد بن الأثرم الذي جعله محمّد بن سليمان على شرطته قال : اجتمع عليه أهل بيته وغيرهم من قريش فبايعوه ، ثمّ قالوا له : لو بعثت إلى أبي الحسن علي بن موسى عليهالسلام فكان معنا وكان أمرنا واحداً. قال محمّد بن الأثرم : فقال لي محمّد بن سليمان : اذهب إليه فاقرأه السلام وقل له : إنّ أهل بيتك اجتمعوا وأحبوا أن تكون معهم ، فإن رأيت أن تأتينا فافعل.
قال ابن الأثرم : وكان أبو الحسن علي بن موسى يومئذٍ في حمراء الأسد (على ثمانية أميال من المدينة) فذهبت إليه فأديت إليه ما أرسلني به ، فقال لي : اقرأه مني السلام وقل له : إذا مضى عشرون يوماً أتيتك. قال ابن الأثرم : فعدت وأبلغت محمّد بن سليمان ما أجاب به أبو الحسن علي بن موسى. ثمّ مكثنا أياماً فلمّا كان اليوم الثامن عشر من ذلك جاءنا ورقاء بن جميل قائد الجلودي فقاتلنا وهُزمنا ، وخرجت أنا هارباً نحو الصورَين (من ضواحي المدينة) ورأيت أبا الحسن فقال لي : مضت العشرون يوماً أم لا (٢)؟!
وحسين الحسيني الأفطس على مكة :
مرّ الخبر أنّ محمّد بن محمّد الزيدي ولّى ابن عمه الحسين بن الحسن بن زيد مكة. وكان العباسيون يكسون الكعبة سوادهم ، فأمر أبو السرايا أن يصنع
__________________
(١) تاريخ الطبري ٨ : ٥٣١ ـ ٥٣٢.
(٢) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ٢٠٧ ، الحديث ٩.