من أصحاب هارون بن المسيب مقتلة عظيمة. فوجّه الجلودي إليهم فحملهم مقيدين في محامل بلا وطاء إلى خراسان (١).
وفي سنة (٢٠١ ه) استخلف الجلودي على مكة ابنه محمّد بن عيسى وخرج بهم إلى بغداد (٢) فخرجت عليهم بنو نبهان أو الغاضريون في منزل زبالة إلى العراق ، فحاربوهم حرباً صعبة حتّى استنقذوهم منه ، فمضوا هم بأنفسهم إلى الحسن بن سهل في بغداد ، فأنفذهم إلى خراسان (٣) بمرو مع ابن عمه رجاء بن أبي الضحاك الخراساني (٤) وكان عليه نحو من ثلاثين ألف دينار فقضاها (٥).
حمدويه لإبراهيم في اليمن :
قال اليعقوبي : خلّف الجلودي ابنه بمكة وأخذ محمّد بن جعفر وخرج به بنفسه إلى المأمون في مرو ، فلمّا صار إلى جرجان ورد كتاب المأمون عليه يأمره بالرجوع إلى الحجاز.
فرجع ووجّه حمدويه بن علي إلى اليمن لدفع إبراهيم بن موسى بن جعفر المتغلّب بها ، وكان حمدويه قد استخلف على مكة يزيد بن محمّد المخزومي ، فحارب إبراهيم بمن معه حمدويه في وقائع منكرة تأخذ من الفريقين ، ثمّ خرج إبراهيم من اليمن يريد مكة.
__________________
(١) مقاتل الطالبيين : ٣٥٩ ـ ٣٦٠ وفيه : علي بن جعفر ، وأثبتنا الصحيح ، فإنّ علي بن جعفر لم يكن معهم.
(٢) تاريخ الطبري ٨ : ٥٤٠.
(٣) مقاتل الطالبيين : ٣٦٠.
(٤) تاريخ الطبري ٨ : ٥٤٠.
(٥) مقاتل الطالبيين : ٣٦٠.