ونهب دار الرضا عليهالسلام؟! :
جبل ثَبير مضاف إلى أرض بهذا الاسم وهو من نواحي المدينة ، ولذا نسب هذا الخروج الثاني لمحمد بن جعفر العلوي إلى المدينة في أكثر من خبر ، ومنه ما رواه الصدوق عن علي بن إبراهيم القمي ولعلّه عن أبيه إبراهيم بن هاشم عن ياسر خادم المأمون : أنّه لما خرج محمّد بن جعفر بن محمّد بالمدينة (ثبير المدينة أو ميقات الشجرة) أمر الجُلودي من أرسله إليه أن يغير على دور آل أبي طالب وأن يسلب نساءهم ولا يدع على واحدة منهن إلّاثوباً واحداً!
فصار (المأمور) إلى باب دار أبي الحسن (الرضا عليهالسلام) فهجم على داره مع خيله! فأدخل أبو الحسن النساء كلهن في بيت ووقف على باب البيت! فقال (مأمور) الجلودي لأبي الحسن : لابدّ من أن أدخل البيت فأسلبهن كما أمرني الأمير! فقال أبو الحسن : أنا أسلبهن لك وأحلف أني لا أدع عليهن شيئاً إلّا أخذته! فلم يزل يطلب إليه ويحلف له حتّى سكن.
فدخل أبو الحسن فلم يدع عليهن شيئاً حتّى أقراطهن وخلا خيلهن وأزرارهن إلّاأخذه منهن ، وجمع ما كان في الدار من قليل وكثير ، فدفعها إليه (١) فيبدو أنّ ذلك كان في هذه الأيام وبلغ ذلك إلى محمّد بن جعفر فاضطرّ لقبول أمان المأمون.
قبول العلوي أمان المأمون :
كان مع الجُلودي القائد رجاء بن أبي الضحاك الخراساني ابن عمّ الفضل
__________________
(١) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ١٦١ ، الباب ٤٠ الحديث ٢٤ وفي الخبر نسب المباشرة إلى الجُلودي وهو كان بمكة وأرسل ولم يباشر ، ونسب الأمر إلى هارون الرشيد والصحيح : هارون بن المسيّب أمير المدينة ، والراوي رأى اسم هارون فحسبه الرشيد خطأ!