عبد الملك ، وكان ابن حزم هو الذي جرى على يديه استعطاف عمر بن عبد العزيز لبني فاطمة من بني أبي طالب من بني هاشم ، ولمّا استولى يزيد قطع عنهم ذلك ، وعزل أبا بكر بن حزم الأنصاري واستبدل عنه بعبد الرحمان بن الضحّاك الفهري ، وكتب إليه مع عثمان بن حيّان المري : أن يجمع بينه وبين أبي بكر بن حزم في الحدَّين اللذَين أجراها أبو بكر على عثمان المرّي ، فإن وجد أن أبا بكر كان قد ظلمه أقاده منه! ففعل وتحامل على أبي بكر فجلده حدَّين قوداً لعثمان المرّي (١)!
وانتصر لفاطمة بنت الحسين عليهالسلام :
وكان عبد الرحمان الفهري القرشي والي المدينة تراءى له أن يزيد الجديد يريد تصغيراً لشأن بني هاشم بل بني فاطمة بالخصوص.
وكانت فاطمة بنت الحسين عليهالسلام قد توفى عنها زوجها الحسن المثنّى ولها منه ثلاثة أبناء : عبد الله ، فالحسن المثلث ، فإبراهيم. ثمّ تزوّجها ـ كيفما كان ـ عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفّان الأموي وتوفّى عنها ولها منه : محمّد الديباج فالقاسم فرقية (٢). واليوم ، بعد اللتيّا والّتي ، وبعد ستة أولاد وأكثر من ستّ وخمسين عاماً لها طمع فيها والي المدينة عبد الرحمان الفهري فخطبها ، فأبَته ، فأرسل إليها رجالاً يهدّدها : بالله لئن لم تستجيبي لأضربنّ أكبر ولدك (عبد الله) بالسياط!
فما رأت بدّاً إلّاأن تكتب إلى يزيد بن عبد الملك تشكوه إليه ، فكتبت إليه ، فلمّا قرأ كتابها قال : لقد ارتقى ابن الحجّام! مرتقىً صعباً! مَن يسمعني ضربه وأنا على فراشي هذا!
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣١٢.
(٢) مقاتل الطالبيين : ١٢٢ ـ ١٢٣.