وكان على دمشق عبد الصمد بن علي العباسي فسعى للصلح بينهم ، فأجاب بنو القين واستمهل اليمانيون ، ثمّ ساروا إلى بني القين فقتلوا منهم ستمئة! واستنجد بنو القين بني القيس فساروا معهم إلى البلقاء فقتلوا من اليمانية ثمانمئة! فعزل الرشيد عبد الصمد وولّاها إبراهيم بن صالح العباسي (١).
وفي سنة (١٧٥ ه) مات شريك بن عبد الله النخعي قاضي الكوفة إلى أيام المهدي ثمّ عزله الهادي ، وذكر عنده معاوية بالحلم فقال : إنّ مَن سفه الحقّ وقاتل علي بن أبي طالب فليس بحليم (٢).
وفي سنة (١٧٨ ه) أو (١٧٩ ه) توفي مالك بن أنس الأصبحي القحطاني ، وكان طويلاً أشقر ودفن بالبقيع (٣) وكان ابن تسعين سنة ، وطال به حمل أُمه ثلاث سنين (٤)! وكأنّها كرامة؟!
حركات الخوارج :
خرج صحصح الشيباني وباسير التميمي فمكث شهرين ثمّ قتل (٥) وخرج الوليد بن طريف التغلبي في ثلاثين رجلاً في شاطئ الفرات من الجزيرة إلى رأس العين فأشعل فيها النار ، ثمّ ذهب إلى باعريابا من نصيبين ثمّ تلّ أبي الجوزا فواجهه بزار التغلبي أيضاً فقُتل رجال من أصحابه وانهزم بزار إلى نصيبين. فذهب الوليد إلى دارا ففدوها منه بعشرين ألفاً! ثمّ كذلك آمد! ثمّ كذلك ميّافارقين!
__________________
(١) تاريخ ابن الوردي ١ : ١٩٥.
(٢) مروج الذهب ٣ : ٣٣٩ ، وتاريخ ابن الوردي ١ : ١٩٥.
(٣) تاريخ ابن الوردي ١ : ١٩٥ ـ ١٩٦.
(٤) مروج الذهب ٣ : ٣٣٩.
(٥) تاريخ خليفة : ٣٠٠.