فقام سليمان بن هشام وقال : يا أمير المؤمنين! إنّ مولاك هذا يحرّضك منذ مثل بين يديك على قتلي وقتل ابنيّ! وأنا قد تبيّنت ـ والله ـ إنك تريد أن تغتالنا!
فقال السفّاح : لو أردت ذلك ما كان يمنعني منكم على غير غيلة! فأما إذ سبق ذلك إلى قلبك فلا خير فيك! ثمّ التفت إلى أبي الجهم وقال له : يا أبا الجهم أخرجه وبنيه فاقتلهم وائتني برؤوسهم! فأخرجهم وقتلهم وأتاه برؤوسهم (١)!
زحف الروم إلى ثغر أرمينية الرابعة :
في جمادى الآخرة من سنة (١٣٤ ه) خرجت الروم وعليهم البطريق كوشان إلى أرمينية الرابعة ، فبعث عبد الله بن علي الحارث بن عبد الرحمن الحرشي ، فوجّه مقاتل بن حُكيم العتكي ، فأرسل ابنه مخلّد بن مقاتل! فلقى الروم بأرمينية الرابعة وانهزم مخلّد وأسلم عسكره للعدو!
ففي السنة التالية (١٣٥ ه) كتب السفّاح إلى عمّه عبد الله بن علي يأمره بضرب البعوث لثغور الشام إلى الروم ، فولّى عبد الله : سعد بن عبد الرحمن الرحبي ، فجعل رجالاً على أفواه الدروب وفي قرية دابق (٢). وكتب السفّاح إليه بغزو الروم ، فرحل عبد الله بن علي إلى دابق وعسكر بها وتوافت إليه الجنود (٣).
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٥٨ ـ ٣٦٠. وذكرها ابن الوردي ونسبها إلى شبل بن عبد الله على عبد الله بن علي عمّ السفّاح في فلسطين لقتل نحو التسعين من الأمويين! إلّاأ نّه قال : فأنشد ، فلعلّه كان إنشاداً لما أنشأه سُديف للسفّاح! تاريخ ابن الوردي ١ : ١٨٣.
(٢) تاريخ خليفة : ٢٦٩.
(٣) تاريخ خليفة : ٢٧٢.