ملك الخزر ، فزحف إليه في خلق عظيم أغار بهم على المسلمين فقتل وسبى خلقاً عظيماً ، وحرّق البلاد ، وقتل النساء والصبيان (١).
هذا ما سرده اليعقوبي بلا عدد ولا تاريخ معيّن ، وعند ابن العبري أنّ ذلك كان (١٨٣ ه) أي سنة قتل الإمام الكاظم عليهالسلام ، قال : فأوقعوا بالمسلمين وأهل الذمة وسبوا أكثر من مئة ألف رأس! وانتهكوا أمراً عظيماً لم يُسمع بمثله في الأرض (٢) والسيوطي قال : في (١٨٣ ه) خرج الخزر على أرمينية فأوقعوا بأهل الإسلام ، وسفكوا وسبوا أكثر من مئة ألف نسمة! فجرى على الإسلام أمر عظيم لم يُسمع قبله مثله (٣)!
اليمن خلال عشر سنين :
كان من عبيد الرشيد قبل خلافته حمّاد البربري ، فلمّا استخلف أعتقه ، ثمّ ولّاه اليمن سنة (١٧٩ ه) وفيها وثب باليمن الهيصم الهمْداني في جبل مِسور ومعه عمر الحِميري في عَشتان ، والصّباح بناحية حَراز ، فكانت بينهم وبين حمّاد البربري وقائع اتصلت الحرب فيها تسع سنين ، وأسر حمّاد عمر الحمِيري من عَشتان فوجّه به إلى الرشيد.
وأخيراً وبعد تسع سنين وأكثر من عشرين ألف قتيل من الناس ، نزل الهيصم من معقله بجبل مِسور إلى قرية من القرى متنكّراً يتجسّس الأخبار ، وعرفه رجل من البلد فصار إلى حماد البربري وأعلمه بذلك ، فوجّه معه قائداً يدعى حَراد فأخذ الهيصم وحمله على جمل وأدخله إلى صنعاء ، ثمّ وجّه به إلى الرشيد فضرب عنقه.
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٢٦ ـ ٤٢٧.
(٢) مختصر تاريخ الدول : ١٣٩.
(٣) تاريخ الخلفاء للسيوطي : ٣٤٥.