الأمان ليأخذوا حيث شاؤوا من البلاد ولا يتبعوا فأعطوهم ذلك ، فرحّلوهم ومن معهم من «شيعته» ومن تبعه من أهل الكوفة والسواد والمدائن (١)! فخرجوا إلى اصطخر فارس (٢).
أخبار خوارج العراق وولاية ابن هبيرة :
مرّ الخبر عن خروج سعيد بن بهدل النمري في شمال العراق وأ نّه التحق به سائر الخوارج فاجتمع إليه نحو خمسمئة رجل سار بهم إلى شهرزور ، وفي سنة (١٢٧ ه) حضرته الوفاة في شهرزور فقال لهم : اختاروا منكم عشرة للقيادة ، فاختاروا أربعة منهم وقال لهم : اختاروا ، فاختاروا اثنين منهم ، فقال لهما اختارا فاختارا شيبان الضحاك بن قيس المحلمي فبايعوه.
وأقبل الضحاك يريد الكوفة وقد اجتمع إليه ثلاثة أو أربعة آلاف حتّى نزل دير الثعالب. ثمّ أقبل حتى نزل بشاطئ الفرات وعبر بجمعه ، فوجد عامل الكوفة عبد الله بن عمر بن عبد العزيز ومن معه من أهل الشام والكوفة قد خندقوا ، وذلك في يوم الأربعاء لليال خلون من شعبان سنة (١٢٧ ه) ، فأنزل من كل كردوس معه عصابة نشطوا للقتال ، فلم يلبث أهل الشام أن انهزموا وعبروا الخنادق إلى الكوفة ، ثمّ رجعوا يوم الخميس إلى مواقفهم ، فحملوا عليهم فانهزم أهل الشام أيضاً وقتل منهم أخو عبد الله : عاصم بن عمر بن عبد العزيز. ونادى منادي الضحاك الخارجي : يا أهل الشام ، قد أجّلناكم ثلاثاً ، فمن دخل فيما دخلنا فيه فله مالنا ، ومن أحبّ أن يتوجه حيث شاء من الأرض فليتوجّه آمناً. فمن أتاهم
__________________
(١) تاريخ خليفة : ٢٤٤ ، ٢٤٥.
(٢) تاريخ خليفة : ٢٥٢.