وافترض أبو الفرج حضور محمّد بن محمّد بن زيد وهو غلام حدث السن! قال : فقام وقال : يا آل عليّ! إنّ دين الله لا يُنصر بالفشل ، وليست يد هذا الرجل عندنا بسيئة وقد أدرك الثأر وشفى الغليل! وافترض أبو الفرج حضور علي بن عبيد الله (الأعرج) وأنّ محمّداً قال له : امدد يدك نبايعك فقد وصّانا بك! فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال له فيما قال : فامض رحمك الله لأمرك واجمع شمل ابن عمك ، فقد قلّدناك الرياسة علينا وأنت «الرضا» عندنا الثقة في أنفسنا! ورضي به أبو السرايا فجذبوا يده وبايعوه (١).
عمّال الزيدي على البلاد :
قال أبو الفرج الزيدي : ثمّ فرّق محمّد بن محمّد بن زيد ـ وهو غلام حدث السنّ ـ عمّاله :
فولّى إسماعيل بن علي بن إسماعيل الجعفري خلافته على الكوفة ، وولّى روح بن الحجاج شرطته ، وولّى أحمد بن السريّ الأنصاري رسائله ، وولّى عاصم بن عامر القضاء ، وولّى نصر بن مزاحم المنقري التميمي السوق. وعقد لابراهيم بن موسى بن جعفر على اليمن ، وولّى أخاه زيد بن موسى بن جعفر الأهواز ، وولّى العباس بن محمّد الجعفري البصرة ، وعقد لجعفر بن محمّد بن زيد بن علي والحسين بن إبراهيم الحسني على واسط ، وولّى الحسين بن الحسن الحسيني الأفطس مكة والموسم ، فخرجوا إلى أعمالهم ، وتوجّه الأفطس إلى مكة للموسم فلم يمنعه أحد فأقام الحج سنة (١٩٩ ه).
وخرج إبراهيم بن موسى بن جعفر إلى اليمن فكانت بينهم وقعة في مدة يسيرة ثمّ أذعنوا له بالطاعة!
__________________
(١) مقاتل الطالبيين : ٣٥٤.