فعند ذلك غضب زيد وقال : ليس الإمام منّا من جلس في بيته وأرخى ستره وثبط عن الجهاد! ولكنّ الإمام منّا من جاهد في الله حقّ جهاده ومنع حوزته ودفع عن رعيّته وذبّ عن حريمه ... (١) هذا ، ولا شاهد له من التاريخ والحديث ، بل الشواهد كلّها عليه وليست له ولا واحد ، كما رأيت وترى.
خوارج العراق على خالد :
خالد بن عبد الله القسري البجلي اليمني الشامي النصراني المسلم (٢) كانت له يد على الوليد بن عبد الملك قبل ملكه وقد مرّ خبره ، فلمّا ملك الوليد ملّك خالداً على مكّة سنة (٨٩ ه) فلم يزل والياً عليها حتّى مات الوليد سنة (٩٦ ه) (٣) وولي سليمان فأقرّ خالداً ثمّ عزله (٤) ثمّ ولي هشام فولّى خالداً العراقين سنة (١٠٦ ه) (٥).
وفي سنة (١١٩ ه) آخر سنة من إمارة القسري أمدّه هشام برجل من بني القَين معه ستمئة من فرسان الشام مدداً لعسكر الكوفة في ثغر الهند ، وقدموا الحيرة ، إذ خرج من الموصل على خالد بهلول بن بشر الملقّب بكُثارة ، وكان مشهوراً بالبأس عند هشام بن عبد الملك.
وكان قد حجّ بهلول في ذلك العام ، وفي طريقه في قرية صُريفين من قرى السواد اشترى غلامه خلاًّ فاعطي خمراً فاستقال فما أقالوه فشكاه إلى عامل خالد
__________________
(١) أُصول الكافي ١ : ٣٥٦ ، الباب ٨١ ، الحديث ١٦.
(٢) الأعلام للزركلي ٢ : ٢٩٧.
(٣) تاريخ خليفة : ١٩٧ و ١٩٨.
(٤) تاريخ خليفة : ٢٠٣.
(٥) تاريخ خليفة : ٢١٦ و ٢٢٧.