على القرية فلم يجب إلى ذلك بل قال له : الخمر خير منك ومن قومك! فلمّا عاد من الحج جمع حوله أربعين رجلاً أمّروه عليهم ، وتظاهروا بأ نّهم من قبل هشام إلى خالد القسري ، وأخذوا من دوابّ البريد ، حتّى مرّوا بتلك القرية فبدأ بعاملها فقتله ، فهرب أهلها إلى الطرق وخرج البريد إلى خالد بخبرهم وكان في واسط.
وقال مَن معه في وصف خالد : الذي يهدم المساجد ويبني البيع والكنائس! ويولّي المجوس (ومنهم عامل القرية) على المسلمين! وينكح المسلمات لأهل الذمّة! فنريد أن يريحنا الله منه.
فخرج خالد من واسط إلى الحيرة إلى القائد القينيّ الشامي وقال له : اخرجوا إلى هؤلاء الخوارج (الأربعين) فمن قتل منهم أحداً أعفيته من الخروج إلى الهند وأعطيته ضعف عطائه من الشام! فخرجوا إليهم فالتقوا بهم على الفرات ، وخرج بهلول إليه وعرف مكانه فطعنه في شقّ درعه فقتله! وولّى جيشه منهزمين حتّى باب الكوفة! وتبعهم الخوارج يقتلون منهم ، ثمّ عادوا نحو الموصل.
فأرسل القسري خلفهم قائداً من بني شيبان ومعه من عسكر الكوفة ، فالتقوا بهم فحمل البهلول على قائدهم فاستجار به فكفّ عنه ، وانهزم أصحابه إلى خالد بالحيرة! وارتحل البهلول إلى الموصل ، ثمّ توجّه إلى هشام بالشام ، وبلغه ذلك فوجّه إليه هشام جنداً من الشام ، وجنّد له عامل الجزيرة جنداً منها ، وجنّد له خالد جنداً من العراق حتّى صاروا عشرين ألفاً! واجتمعوا بالكُحيل بين الموصل والجزيرة ، وكان البهلول في سبعين ، فخلّف عليهم دعامة الشيباني وقاتلهم حتّى قُتل أكثر أصحابه وقُتل ، فلمّا أصبحوا هرب بهم الشيباني.
ثمّ خرج على خالد صاحب الأشهب الغزي في ستّين فارساً ، فوجّه إليهم خالد القسري : السمط البجلي في أربعة آلاف! فهزم الخوارج نحو الكوفة فتلقّاهم الناس بالحجارة حتّى قتلوهم.