ويتبرأون منا! فقال : وهكذا كان أصحاب علي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر وموسى ، ولقد كان أصحاب زرارة يكفّرون غيرهم وغيرهم كانوا يكفّرونهم!
قال الراوي هشام المشرقي البغدادي : وكان الشيخان يونس وهشام حاضرَين ، فقلت له : يا سيدي نستعين بك على هذين الشيخين يونس وهشام فهما علّمانا هذا الكلام ، فإن كنا يا سيدي على هدى ففزنا ، وإن كنا على ضلال فهذان أضلّانا فمرنا نتركه ونتوب إلى الله منه ، وادعُنا إلى دين الله نتّبعك يا سيدي.
فقال : ما أعلمكم إلّاعلى هدى! جزاكم الله على الصحبة القديمة والحديثة خيراً!
فقال جعفر : إن صالحاً وأبا الأسد حكيا أنهما حكيا لك شيئاً من الكلام ، فقلتَ لهما : ما لكما والكلام إنه يثنيكم إلى الزندقة! فقال : ما قلت لهما ذلك ، أنا قلت ذلك؟! والله ما قلت لهما!
وقال يونس : جعلت فداك ؛ إنهم يزعمون أنا زنادقة! فقال له : لو كنت مؤمناً فقالوا : هو زنديق ما كان يضرك منه؟! ولو كنت زنديقاً فقالوا لك : هو مؤمن ما كان ينفعك من ذلك؟!
فقال جعفر : عندنا «كتاب الجامع» فيه جميع ما تكلم الناس فيه عن آبائك عليهمالسلام وإنما نتكلم عليه ، وقلتُ مثله فقال : فإذا كنتم لا تتكلمون بكلام آبائي عليهمالسلام فتريدون أن تتكلموا بكلام أبي بكر وعمر (١)؟!
محمّد بن سليمان على المدينة :
لم يذكر الأموي الزيدي تعيين أبي السرايا أو محمّد بن محمّد الزيدي
__________________
(١) اختيار معرفة الرجال : ٤٩٨ ، ٤٩٩ ، الحديث ٩٥٦.