الوليد بن يزيد :
عزل الوليد عمّال هشام وعذّبهم أنواع العذاب ، خلا يوسف بن عمر الثقفي في العراق ، وسلّم إليه خالد بن عبد الله القَسري فلم يزل يوسف يعذّبه حتّى قتله.
وعقد لابنه الحكم بولاية العهد بعهده وولّاه دمشق ، وعقد من بعده لعثمان ابنه الآخر وولّاه على حمص ، وضمّ إليه الفقيه ربيعة بن عبد الرحمن وجعله قائماً بأمره.
وعزل عن المدينة ومكة والطائف خال هشام : إبراهيم بن هشام بن إسماعيل المخزومي ، وولّى بمكانه خاله يوسف بن محمد الثقفي (١) ابن أخ الحجاج. وعذّب إبراهيم ومحمد ابني هشام حتّى ماتا (٢).
وقد كان الوليد حين ولّى كتب إلى الناس شِعراً :
ضمنت لكم إن لم تعقني منيتي |
|
بأنّ سماء الضرّ عنكم ستَقلع (٣) |
وزاد عشرة في عطاء الناس ، وعشرة أُخرى لأهل الشام خاصّة (٤) وأخرج لعيالات الناس الطيب والكسوة وكسى الزمنى والعميان وأجرى عليهم الأرزاق (٥). فلمّا عمّ استهتاره وظلمه وجوره هجاه حمزة بن بيض بقوله :
وصلت سماء الضُّر بالضرّ بعد ما |
|
زعمت سماء الضرّ عنّا ستَقلع |
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٣١.
(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٣٣.
(٣) البدء والتاريخ ٣ : ٥١.
(٤) تاريخ ابن الوردي ١ : ١٧٦.
(٥) مختصر تاريخ الدول : ١١٧.