المغرب سنة (١٥٤ ه) ، فخرج يزيد المهلّبي إلى الشامات والجزيرة واستنفر من حضر ثمّ خرج إلى مصر فافريقية فطرابلس في خلق عظيم ، وقامت الحرب بينه وبين يعقوب الكندي الإباضي بطرابلس أياماً ، حتّى قُتل وخلق عظيم من أصحابه ، ودخل يزيد المهلّبي القيروان سنة (١٥٥ ه) ونادى فيهم بالأمان ، وأقام إلى آخر خلافته المنصور والمهديّ وموسى (١).
وطالقان وديلمان وكاشغر :
وبلغ المنصور تمرّد أهل طالقان وديلمان ، فوجّه إليهم بعمرو بن العَلاء التميمي البصري ، ففتح الطالقان وديلمان وسبى منهم سبايا كثيرة ، ثمّ صار إلى طبرستان فأقام بها (وتوفي ١٥٤ ه (٢)).
ووجّه المنصور بمولاه ليث إلى فرغانة وعليها ملك ببلدة كاشغر ، فحاربهم محاربة شديدة حتّى صالحوه على مال كثير.
وكان عبد الله بن عبد الملك بن مروان قد بنى بثغر الروم حصن المَصّيصة ، كان الروم يأتون عليهم متى ما شاءوا ويستبيحونهم ، فبنى المنصور عليها سوراً وخندق حوله وأسكنها جيشاً مقاتلاً وحمل إليها جمعاً من المحبوسين.
وبهذه الحجج جمع أموال الناس حتّى ما ترك عند أحد زيادة وفضلاً ، فكان مبلغ ما أخذ ثمانمئة ألف ألف (مليون) درهم (٣).
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٨٦.
(٢) مروج الذهب ٣ : ٣٠٤ ، وفي تاريخ ابن الوردي ١ : ١٨٩ : وقيل : مات (١٦٨ ه) وهو أحد القرّاء السبعة.
(٣) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٨٧.