وكأنّه عليهالسلام في كل زيارة كان يصحب واحداً أو أكثر من أصحابه ليدلّهم على القبر ، ويصحب غيرهم في الزيارة الأُخرى ليكثر عارفوه وزائروه ، فرواها هؤلاء وغيرهم (١).
وداود بن علي على الحجاز :
وكان عامل مروان على الحجاز الوليد بن عروة بن عطية السعدي مقيماً بمكّة ، ولم يعلم بقتل مروان وبيعة السفّاح ، وولّى السفّاح على الحجاز للموسم (١٣٢ ه) عمّه داود بن علي ، فلمّا علم الوليد هرب ، وقدم داود فخطب فذكّرهم بما فضّلهم الله به فظلمهم الظالمون ثمّ قال : إنّما كانت لنا فيكم تبعات وطلبات ، وقد تركنا ذلك كلّه ، فأنتم آمنون بأمان الله أحمركم وأسودكم وصغيركم وكبيركم ، وقد غفرنا التبعات ووهبنا الظلامات ، فلا وربِّ هذه البنية (الكعبة) لا نُهيج أحداً.
وكان معه سُديف بن ميمون مولاهم فقال : أصلح الله الأمير أدنني منك وأذن لي في الكلام فأذن له ، فصعد المنبر دونه بمرقاة فحمد الله وأثنى عليه وصلّى على محمّد ثمّ قال : أيزعم الضُلّال أن غير «آل رسول الله» أولى بتراثه؟! ولِمَ وبِمَ؟!
معاشر الناس! ألكم الفضل بالصحابة دون ذوي القرابة! الشركاء في النسب والورثة للسلَب ، مع ضربهم في الفيء لجاهلكم ، وإطعامهم في اللأواء جائعكم ، وإيمانهم بعد الخوف سائلكم؟! لم يُر مثل العباس بن عبد المطلب اجتمعت له الامة بواجب حقّ الحرمة ، أبو رسول الله بعد أبيه! وجلدة ما بين عينيه يوم خيبر (كذا!) لا يردّ له أمراً! ولا يعصي له قسماً!
__________________
(١) الإمام الصادق عليهالسلام للمظفر : ١٢٨.