الطائي على ذلك ، ولكنّه لمّا افتتحها صلحاً في غرة ذي القعدة أو آخر شوال سنة (١٣١ ه) أقام رجالاً على أبواب المدينة فلم يدع أحداً له نباهة من أهل خراسان ومنهم بنو نصر بن سيار إلّاقتلهم وقال : إني لم اصالح على أهل خراسان إنّما صالحت أهل الشام! وادّعى مالك أنّه صالح على أهل خراسان وأهل الشام.
هذا وقد بدأ الطاعون بالبصرة في آخر جمادى الآخرة ورجب واشتدّ في شعبان ورمضان وشوال ثمّ خفّ (١) ، وبلغ كل يوم ألف جنازة ، وهو خامس عشر طاعوناً وقع في الإسلام في دولة بني أُمية (٢).
وابن هبيرة وعسكر خراسان إلى الكوفة :
قال خليفة : لمّا فرغ قحطبة من نهاوند توجّه إلى ابن هبيرة الفزاري بالعراق ، وسار الحسن بن قحطبة على مقدمة أبيه فنزل حُلوان ، وأتاه أبوه فاجتمع القوم جميعاً ، ثمّ نزل قحطبة إلى خانقين ، وذلك في آخر ذي القعدة سنة (١٣١ ه). وقدّم ابن هبيرة مقدمة عليها عبيد الله بن العباس الليثي من المدائن إلى حُلوان فنزل بينهما في راز الروز على نهر يقال له تامرا ، وانتهى إليهم حوثرة بن سهيل بجمعه ، وانضمّ إليهم من خرج من نهاوند من أصحاب عامر بن ضبارة وغيرهم من المرتزقة في ثلاث وخمسين ألفاً ، فكان بين العسكرين أربعة فراسخ (= ٢٢ كم) تلتقي طلائعهم أياماً ، ثمّ تنكّبهم قحطبة متوجهاً إلى الموصل ، فظنّ ابن هبيرة أنهم يريدون الكوفة ، فنادى فيهم بالرحيل حتّى بلغ براز الروز على ستة فراسخ من
__________________
(١) تاريخ خليفة : ٢٥٨ ـ ٢٦٠.
(٢) النجوم الزاهرة ١ : ٣٩٦ عن المدائني البصري.