بينما قال خليفة : لقى قحطبة نباتة الكلابي بجرجان في ذي الحجة سنة (١٣٠ ه) فقاتل نباتة حتّى قتل هو وابنه حبّة ، وثار أهل جرجان على مَن بها من أهل المساجد وبني تميم فقتلوهم! وبلغ ذلك إلى نصر في قومس فارتحل منها إلى ناحية وكتب إلى مروان وابن هُبيرة يستمدّهما (١).
وتوجّه قحطبة بعد قتل نباتة من جرجان باتجاه العراق ، وكان عامر بن ضبارة المرّي في اصطخر فارس فوجّه ابن هبيرة ابنه داود بن يزيد إلى ابن ضبارة فسارا من اصطخر إلى إصفهان لمواجهة قحطبة ، وبعث ابن هبيرة مالك بن أدهم الباهلي في خيل عظيمة وسانده بمصعب الأسدي وعطيف السلمي متساندين. فنزل بعضهم ماه وبعضهم همدان ، ثمّ انضمّوا إلى نهاوند ، فوجّه قحطبة ابنه الحسن إلى تلك الجيوش فحاصرها في نهاوند. والتقى قحطبة عامر بن ضبارة وداود في رستاق جاپلق من إصفهان في يوم السبت لسبع بقين من شهر رجب سنة (١٣١ ه) فقتل عامر وانهزم داود إلى أبيه ، والتحق قحطبة بابنه الحسن في نهاوند. فلمّا قتل عامر واستمد نصر من ابن هبيرة ولم يأته مدد ، انحاز نصر إلى الريّ وعمره خمس وثمانون سنة فمرض بها ، وسار مريضاً إلى همدان فلمّا وصل ساوة مات فدفن بها واجري الماء على قبره. وكان قد كتب إلى مروان بقتل ابن ضبارة فوجّه إليه مروان عشرة آلاف من قيس عليهم الحوثرة بن سهيل الباهلي فالتحق بالجيوش في نهاوند وعين ابن هبيرة عليهم مالك بن أدهم الباهلي. وحاصرهم قحطبة أربعةأشهر حتّى أصابهم الجوع وأكلوا دوابّهم.
وكان قد التحق بهم أهل خراسان الذين هربوا مع نصر بن سيّار ، واضطرّ مالك الباهلي إلى أن يصالح قحطبة الطائي على التسليم والسلامة وصالحه
__________________
(١) تاريخ خليفة : ٢٥٥.