وكان العراق حتّى يومئذ على مساحة عثمان بن حُنيف الأنصاري على عهد عمر بن الخطاب ، ففي سنة (١٠٥ ه) قبل موته كتب يزيد إلى عمر بن هبيرة يأمره أن يمسح السواد فمسحه ، ثمّ وضع الخراج على النخل والشجر ، وأعاد ما أبطله ابن عبد العزيز من تسخير الناس في أعمال الدولة ، وأعاد أخذ الهدايا في النيروز والمهرجان (١) في وسط السنة الشمسية وغزا عمر بن هبيرة الروم فهزمهم وأسر منهم سبعمئة أسير (٢).
ولاية عهده لأخيه هشام :
جعل يزيد ولاية عهده لأخيه هشام بن عبد الملك وولّاه أرض الجزيرة ، ثمّ بدا له أن يولّي عهده لابنه الوليد بن يزيد ويخلع أخاه هشاماً على أن يجعل له الجزيرة طُعمة! وانتدب لتحسين ذلك له خالد بن عبد الله القسري ، وأجاب هشام لذلك ولكنّه حسَّن له أن يبقى على عهده وإنّما يولي الوليد بعده ، وعاد بذلك إلى يزيد فأجاب إلى ذلك ، وجعل العهد بعد أخيه هشام لابنه الوليد بن يزيد (٣).
التقيّة في قول الشعبي وابن سيرين :
قال المسعودي : لما ولّى يزيدُ بن عبد الملك عمرَ بن هبيرة الفزاري على العراق وخراسان ، واستقام أمره ، ففي سنة ثلاث ومئة بعث ابنُ هبيرة إلى الحسن بن أبي الحسن يسار البصري ومحمّد بن سيرين (مولى أنس بن مالك) وعامر بن شُرَحبيل الشعبي فقال لهم :
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣١٣.
(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣١٤.
(٣) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣١٣ ـ ٣١٤.