عمّه عبد الله بن علي باتباع مروان ، فسار في أثره إلى دمشق (١) وقد استخلف في حرّان موسى بن كعب التميمي. وأرسل السفاح عمّه الآخر صالح بن علي ليلتقي بأخيه عبد الله فيكون معه فاجتمعا وسارا إلى دمشق فحاصروها ، وكان على دمشق الوليد بن معاوية (٢) بن مروان بن عبد الملك خليفة مروان بها ، ومضى مروان إلى فلسطين هارباً (٣) وفي المسعودي : الوليد بن معاوية بن عبد الملك في خمسين ألف مقاتل ، ولكن وقعت بينهم العصبية في فضل اليمن على نزار ونزار عليهم (٤).
مقتلة بني امية بفلسطين :
ثم انصرف عبد الله بن علي إلى فلسطين لمتابعة مروان ، فلمّا صار بنهر أبي فطرس بين الأُردن وفلسطين ، وكأنه علم بتجمّع أكثر بني امية هنا فأرسل إليهم أن يغدوا عليه لأخذ عطاياهم ، فاجتمع إليه ثمانون رجلاً منهم! فجلس وأذن لهم ، وقد أعدّ شاعره العبدي بقصيدة لهم ، وأعدّ لكل رجل منهم رجلين بأيديهم الأعمدة! فدخلوا عليه وهو مطرق ملياً ، وأجلس منهم إلى جانبه النعمان بن يزيد بن عبد الملك ، ثمّ قام العبديّ فأنشد قصيدته وفيها :
أما الدعاة إلى الجنان فهاشم |
|
وبنو امية من دعاة النار |
فكذّبه النعمان بن يزيد فصدقه عبد الله العباسي ثمّ أقبل عليهم فذكر لهم قتل الحسين عليهالسلام وأهل بيته ، ثمّ صفّق بيده ، فضرب القوم رؤوسهم بالعمد حتّى أتوا عليهم! فناداه أحدهم :
__________________
(١) تاريخ ابن الوردي ١ : ١٨٢.
(٢) تاريخ خليفة : ٢٦٤.
(٣) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٤٦.
(٤) مروج الذهب ٣ : ٢٤٦.