والتقوا واشتدّ القتال ، وداخل الفشل عسكر مروان ، واختل كل أمر أراده ، حتّى انهزم وغرق منهم خلق كثير (١) فيهم ثلاثمئة من بني امية. ومضى مروان مهزوماً إلى الموصل ، فلمّا رأى أهلها تولّي الأمر عنه أظهروا السواد ومنعوه من دخولها (٢)!
وقالوا : الحمد لله الذي أتانا بأهل بيت نبيّنا (٣)!
فقطع الجسر وأتى الجزيرة فأخذ بيوت الأموال والكنوز (٤) وأتى حرّان وأقام بها أكثر من عشرين يوماً (فدخل شهر رجب) فلمّا دنا منه عسكر السفاح (٥) خرج بأهله وسائر بني أُمية عنها وعبر الفرات (٦) وكان قد أنفق على قصره بها عشرة آلاف ألف درهم! فنزل عبد الله بن علي على باب حرّان واحتوى على خزائن مروان وأمواله وهدم قصره (٧) فلمّا اجتاز مروان ببلاد قنّسرين وبها قبائل تنوخ تناوشوا ساقته ، فذهب إلى حمص (٨) فجعل لا يمرّ بجند من أجناد الشام إلّاانتهبوه حتّى صار إلى دمشق وهو يريد أن يتحصّن بها (٩) وكان السفاح قد كتب إلى
__________________
(١) تاريخ ابن الوردي ١ : ١٨٢.
(٢) مروج الذهب ٣ : ٢٤٥.
(٣) تاريخ ابن الوردي ١ : ١٨٢.
(٤) تاريخ خليفة : ٢٦٣.
(٥) تاريخ ابن الوردي ١ : ١٨٢.
(٦) قال المسعودي هنا : وقد كان أهل حرّان حين أُزيل لعن علي بن أبي طالب رضى الله عنه عن المنابر يوم الجمعة امتنعوا عن إزالته وقالوا : لا صلاة إلّابلعن أبي تراب وأقاموا على ذلك سنة!
(٧) مروج الذهب ٣ : ٢٤٥.
(٨) مروج الذهب ٣ : ٢٤٩.
(٩) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٤٦.