ودوّنت كتب اللغة والعربية والتاريخ ، وصنّف محمّد بن إسحاق المغازي (١).
دخل ابن اسحاق على المنصور بالحيرة وبين يديه ابنه المهدي ، فقال له المنصور : يابن اسحاق أتعرف هذا؟ قال : نعم ، هذا ابن أمير المؤمنين! قال : فاذهب وصنّف له كتاباً منذ خلق الله تعالى آدم عليهالسلام إلى يومك هذا! فذهب ابن اسحاق وصنّف له كتاباً مطوّلاً وجاءه به ، فلمّا رآه المنصور قال : يابن اسحاق لقد طوّلته ، اذهب فاختصره. فاختصره (٢) ثمّ سمع منه ذلك أهل الكوفة (٣) منهم راويته الكوفي زياد بن عبد الله البَكّائي (١٨٣ ه) وقد قيل : إن لقاء ابن اسحاق بالمنصور وتعريفه بابنه المهدي وتكليفه بالكتابة له كان قبل إرسال المهدي إلى الريّ سنة (١٤١ ه) فكلّف المنصور ابن اسحاق بملازمة ابنه المهدي ، فصحبه طويلاً وسافر معه إلى خراسان حيث حدّث بالريّ وأملى وممن استملى منه في الريّ يونس بن بكير (م ١٩٩ ه) ومن روايته عن سلمان الفارسي عن النبي صلىاللهعليهوآله : إن علياً خير الوصيين ، وسبطاه خير الأسباط (٤)! وابن اسحاق معدود في كتب رجال الشيعة من رواة السجاد والباقر والصادق عليهمالسلام (٥).
وأسّس بغداد العاصمة :
وفي هذه السنة (١٤٤ ه) صار المنصور إلى بغداد وقال : ما أرى موضعاً أصلح لبناء مدينة من هذا الموضع بين دجلة والفرات ، والبصرة والابلّة وفارس
__________________
(١) تاريخ الخلفاء للسيوطي : ٣١٦.
(٢) انظر مقدمة سيرة ابن هشام ١ : ي.
(٣) معجم الأُدباء ١٨ : ٦ ، ووفيات الأعيان ٤ : ٢٧٧.
(٤) مقدمة سيرة ابن اسحاق لسهيل زكار : ١٣.
(٥) راجع موسوعة التاريخ الإسلامي ١ : ٢٨ ـ ٣١.