فانتقم منهم بأيدينا! وردّ علينا حقّنا! ليمنّ بنا (عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ) وختم بنا كما افتتح بنا! وما توفيقنا «أهل البيت» إلّابالله!
يا أهل الكوفة! أنتم محلّ محبتنا ومنزل مودّتنا ، لم تفتروا عن ذلك ولم يثنكم عنه تحامل أهل الجور. فأنتم أسعد الناس بنا وأكرمهم علينا. وقد زدت في اعطياتكم «مئة مئة»! فاستعدّوا! فأنا «السفّاح» المبيح! والثائر المبير (١)!
فهي بداية تلقّبه بلقب «السفّاح» أي سفّاك دماء الأعداء في السفوح والوديان!
ومن السنّة التي أعادها السفّاح أنّه أعاد التختّم إلى يمينه ، حيث كان عبد الله بن العباس يتختّم بها ، وإنّما أوّل من نقل الخاتم وتختّم في يساره معاوية (٢) فحيث أبطل بدعة معاوية قال له أحمد بن يوسف : لو أمرت بلعنه على المنابر كما سنّ اللعن على علي عليهالسلام! فتمثّل بقول لبيد :
فلمّا دعاني عامر لأسبّهم |
|
أبيت ، وإن كان ابن علياء ظالماً (٣)! |
بيعة أبي مسلم لأبي العباس :
وجّه السفّاح أخاه المنصور في ثلاثين فارساً إلى أبي مسلم في مرو لأخذ بيعته ، فلم يحفل به أبو مسلم ولم يلقه ، فانصرف واجداً عليه إلى أخيه السفّاح وشكاه إليه ، فقال السفّاح : قد عرفت موضعه من إبراهيم الإمام ، وهو صاحب الدولة والقائم بأمرها! فما الحيلة فيه (٤)؟!
__________________
(١) تاريخ الخلفاء للسيوطي : ٣١٢.
(٢) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٣٤٧.
(٣) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٢٥٧ عن الأغاني.
(٤) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٥١.