فقال : إنّه ـ والله ـ ما كان بينكم وبين رسول الله صلىاللهعليهوآله خليفة إلّاعلي عليهالسلام! ثمّ أمير المؤمنين هذا الذي خلفي (١)!
وكان بنو امية يخطبون قعوداً! وخطب أبو العباس قائماً ، فضجّ الناس وقالوا : أحييتَ السنة يابن عمّ رسول الله (٢)! ثمّ نزلا وخرجا إلى معسكر أبي سلمة في حجرته ، واستخلف على الكوفة عمّه داود بن علي (٣) بعد أن صلّى بالناس الجمعة وبويع البيعة العامة (٤).
وقال ابن الوردي : كانت له خطبتان : الأُولى : أنّه دخل دار الإمارة يوم الجمعة ١٢ ربيع الأول ، ثمّ خرج وخطب وصلّى بالناس ، ثمّ صعد المنبر ثانياً وصعد عمه داود بن علي فقام دونه هذه المرة فخطبا ، ثمّ نزل وعمه أمامه وأجلس أخاه أبا جعفر المنصور يبايع الناس ودخل هو إلى دار الإمارة ، ثمّ خرج فعسكر بحمام أعين ، واستخلف على الكوفة عمه داود ، وأقام هو بالمعسكر أشهراً (٥).
وروى السيوطي عن المدائني بسنده : أنّه بويع بالخلافة وصلّى بالناس الجمعة في ثالث ربيع الأول وقال في خطبته : الحمد لله الذي اصطفى الاسلام لنفسه فكرّمه وشرّفه وعظّمه ، واختاره لنا وأيده بنا! وجعلنا أهله وكهفه وحصنه! والقوام به والذابّين عنه! ثم ذكر قرابتهم في آيات القرآن!
إلى أن قال : فلمّا قبض الله نبيّه قام بالأمر أصحابه (كذا بخلاف ما مضى!) إلى أن وثب بنو حرب ومروان فجاروا واستأثروا ، فأملى الله لهم حيناً حتّى آسفوه
__________________
(١) مروج الذهب ٣ : ٢٥٥ ـ ٢٥٦.
(٢) مروج الذهب ٣ : ٢٥١.
(٣) مروج الذهب ٣ : ٢٥٦.
(٤) تاريخ خليفة : ٢٦٢.
(٥) تاريخ ابن الوردي ١ : ١٨١.