في الحسين عليهالسلام ، ولقد بكوا كما بكينا أو أكثر (كذا) ولقد أوجب الله تعالى لك ـ يا جعفر ـ في ساعتك الجنة بأسرها وغفر الله لك! ثمّ قال له : يا جعفر ، ألا أُزيدك؟! قال : نعم ، قال : ما من أحد قال في الحسين شعراً فبكى وأبكى به إلّاأوجب الله له الجنة وغفر له (١).
ولما قام الأخوان الحسنيّان بالمدينة والبصرة وقُتلا ، قال شاعر بني العباس مروان بن أبي حفصة لهم شعراً قال فيه :
أنى يكون؟! وليس ذاك بكائن |
|
لبني البنات وراثة الأعمام |
فروى الأموي الإصفهاني الزيدي عن محمّد بن يحيى التغلبي قال : مررت يوماً على باب جعفر بن عفّان الطائي وهو جالس على الباب فسلّمت عليه ، فقال مرحباً يا أخا تغلب ، اجلس ، فجلست ، وكان قد بلغه قول مروان ، فقال لي : أما تعجب من ابن أبي حفصة لعنه الله حيث يقول (وحكى شعره) فقلت : بلى والله ، واني لأتعجّب منه وأُكثر اللعن عليه ، فهل أجبتَه بشيء؟ قال : نعم قد قلت
لِمْ لا يكون؟! وإن ذلك كائن |
|
لبني البنات وراثة الأعمام |
للبنت نصف كامل من ماله |
|
والعمّ متروك بغير سهام |
ما «للطليق» وللتراث؟! وإنّما |
|
صلّى «الطليق» مخافة الصمصام (٢)! |
ولعلّه توفي قبل أن يُنقل القول هذا لبني العباس ، وإلّا فلا خلاص له منهم.
نسبة الجعفرية :
كان قاضي الكوفة منذ عهد هشام بن عبد الملك : محمد بن عبد الرحمن بن
__________________
(١) اختيار معرفة الرجال : ٢٨٩ ، الحديث ٥٠٨.
(٢) الأغاني ٩ : ٤٥ ويعني بالطليق العباس إذ أطلقه النبيّ صلىاللهعليهوآله يوم بدر من أساره وقيوده.