المهدي والفاطميون :
بعد قيام الأخوين الحسنيّين محمّد وإبراهيم بالمدينة والبصرة واعتزازهم كثيراً بجدّتهم فاطمة عليهاالسلام ، كأ نّه استتبع من العباسيّين اتهام الموالين لهم بالفاطمية! فيظهر من خبر رواه الأندلسي أنّ الربيع الوزير كان أحياناً يذكر فاطمة عليهاالسلام في مجالس الرجال بسوء المقال! ووشى لدى المهدي على قاضي الكوفة شريك بن عبد الله النخعي الهمْداني بالفاطمية ، فاستحضره المهدي وقال له : بلغني أنّك فاطميّ! قال : اعيذك بالله أن تكون أنت غير فاطمي! إلّاأن تعني فاطمة بنت كسرى! قال : بل أعني فاطمة بنت محمّد! قال : فأنت تلعنها؟! قال : معاذ الله! قال : فما على من يلعنها؟ قال : لعنه الله! قال : فالعن هذا وأشار إلى الربيع!
قال : يا أمير المؤمنين ، لا والله ما ألعنها! فالتفت شريك إليه وقال له : يا ماجن! فما ذكرك لسيدة نساء العالمين وابنة سيّد المرسلين في مجالس الرجال (١)؟!
الكاظم عليهالسلام والمهدي والخمر :
مرّ الخبر عن منادمة المهدي لندمائه وقوله : إنّما اللذة في المشاهدة! وكأنّه سوّلت له نفسه أن يناقش الإمام عليهالسلام في نصّ القرآن بتصريح تحريم الخمرة. فقال له : إنّ الناس إنّما يعرفون النهي عن الخمرة في كتاب الله عزوجل ولا يعرفون التحريم لها! فقال عليهالسلام : بل هي محرمة في كتاب الله عزوجل يا أمير المؤمنين! فقال : في أي موضع يا أبا الحسن؟!
فقال : قول الله عزوجل : (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ (٢)).
__________________
(١) العقد الفريد ٢ : ١٧٨ ، وعنه في مناقب آل أبي طالب ٣ : ٣٨٣.
(٢) الأعراف : ٣٣.