وفاة أبي حمزة الثُمالي :
نقل النجاشي عن الجعابي التميمي أن أبا حمزة ثابت بن دينار الكوفي كان أبوه دينار من موالي المهلّب بن أبي صفرة العتيكي الأزدي ، وانخرط أبناؤه : حمزة ومنصور ونوح مع زيد بن علي فقتلوا معه. وهو من قبل لقى السجّاد عليهالسلام فروى عنه «رسالة الحقوق» وله كتاب «تفسير القرآن» ثمّ روى عن الباقر ثمّ الصادق ثمّ الكاظم عليهمالسلام (١).
ونقل الكشي عن العياشي عن ابن فضّال قال : إن أبا حمزة مات بعد الصادق عليهالسلام بسنة أو نحوها. وكان يشرب النبيذ ، فرحل عامر بن عبد الله الأزدي إلى الصادق عليهالسلام وسأله عن المسكر فقال : كل مسكر حرام. فقال عامر : لكن أبا حمزة يشرب (النبيذ)! فبلغ ذلك إلى أبي حمزة فمرّ عليه جالساً على باب الفيل للمسجد الجامع بالكوفة مع حُجر بن زائدة الثقافي ، فقال له : يا عامر! أنت قلت للصادق : أبو حمزة يشرب النبيذ وحرّشته عليّ! فنقل له قوله ، فقال أبو حمزة : الآن أستغفر الله منه وأتوب إليه (٢).
ومرّ خبره أنّه كان مع جمع من الشيعة مجتمعين في مسجد حول مرقد علي عليهالسلام يفسّر لهم القرآن ويحدّثهم ، إذ وصل إليهم أعرابي فأخبره بوفاة الصادق عليهالسلام ووصيته إلى الخمسة ، وأنّ أبا حمزة استنبط منها أنّه أوصى بالحقيقة إلى ابنه الكاظم عليهالسلام. فلعلّه هو أيضاً كزرارة لم يكن قد علم بالنصوص غير القليلة التي رواها غير واحد من الكوفيين على الكاظم عليهالسلام.
ويظهر من خبر الكشي أنّ أبا بصير يحيى بن إسحاق الأسدي (مولاهم) تشرّف بالحجّ لسنة (١٤٩ ه) مع قائده علي البطائني وقد اعتلّ أبو حمزة.
__________________
(١) رجال النجاشي : ١١٥ ـ ١١٦ برقم ٢٩٦.
(٢) اختيار معرفة الرجال : ٢٠١ ، الحديث ٣٥٣ ـ ٣٥٤.