وكلّ من في داره ، ولا أحد من خدّامه حتّى الطباخ إلّافي الوشي ، فعُمل في أيّامه الوشي الجيّد باليمن والكوفة والاسكندرية ولبس الناس جميعاً الوشي!
وكان شبعه من الطعام في كلّ يوم مئة رطل بالعراقي! وخرج من الحمّام فاستعجل الطعام فقدّم إليه عشرون خروفاً أكل أجوافها مع أربعين خبز رقاق! وربّما يأتيه الطبّاخون بالسفافيد التي فيها الدجاج المشوي ، وعليه جبّة الوشي الثقيلة ، فلنهمه وحرصه يقبضها بكمه! وكان عند الرشيد العباسي جبابه وفي أكمامها آثار دهون الدجاج ، وأعطى جبّة منها للأصمعي فكان يلبسها (١)!
وقال ابن الوردي : قيل : أكل مرّة جَدياً وستّ دجاجات وسبعين رمانة وكثيراً من الزبيب. وقيل في سبب موته : إنّ رجلاً من نصارى دابق أتاه بزنبيل كبير مملوء تيناً وآخر مملوء بيضاً مسلوقاً ، فأخذ يأكل تينة وبيضة وهكذا حتّى فرغا مرض بالتخمة ، فلمّا اشتدّ مرضه أوصى بالخلافة لعمر بن عبد العزيز بن مروان ، وامّه ليلى ابنة عاصم بن عمر بن الخطاب (٢).
وقال السيوطي : كان بنو اميّة أماتوا الصلاة بتأخيرها عن أوّل وقتها فأحيا سليمان الصلاة لأوّل مواقيتها (وكان بنو اميّة قد أشاعوا الغناء) فأخذ سليمان ينهى عن الغناء (٣)!
عمر بن عبد العزيز عزيز سليمان :
وكان قد اتخذ عمر بن عبد العزيز له كالوزير فكان يمتثل أوامره في الخير ،
__________________
(١) مروج الذهب ٣ : ١٧٥ ـ ١٧٦.
(٢) تاريخ ابن الوردي ١ : ١٧٢ ، وشرح النهج للمعتزلي ١٨ : ٣٩٩ وقال : كان هذا الديراني صديقه من قبل.
(٣) تاريخ الخلفاء للسيوطي : ٣٦٩.