فدخلت إليه يوماً وهو في سياق الموت ، فلما فتح عينيه ورآني قال لي : يا علي وفى لي والله صاحبك! ثمّ مات.
فتولينا أمره ، وخرجت حتّى دخلت على أبي عبد الله عليهالسلام فلما نظر إليّ قال لي : يا علي ، وفينا والله لصاحبك! فقلت : صدقت جعلت فداك ، هكذا ـ والله ـ قال لي عند موته (١).
بنو علي عليهالسلام عند بني العباس :
مرّ الخبر عن اجتماع بني هاشم : بني العباس وبني علي عليهالسلام : بني الحسن والحسين عليهماالسلام بدعوة عبد الله المحض إلى البيعة لولده محمّد بن عبد الله الحسني ، في أواخر أيام الأمويين ، وإباء الصادق عليهالسلام لذلك واستجابة السفّاح والمنصور لذلك (٢).
والآن وقد نجحت دعوة العباسيين واعلنت بيعة السفاح في الكوفة وإقامته بالحيرة ، وبعثه عمّه عبد الله بن علي لمقاتلة مروان ومتابعته في الشام ودخوله بدمشق في أوائل شهر رمضان (١٣٢ ه) وبعث إلى المدينة الحسين بن جعفر بن تمّام بن العباس ، فخرج عنها الوالي الأموي يوسف بن عروة بن محمّد بن عطية السعدي (٣).
فلم يعلم عنه أيّ خبر عن طلبه البيعة لهم ، فضلاً عن أيّ مطالبة برحلة أعلامها إلى السفّاح في الحيرة ، إلّاأنّ اليعقوبي يقول : قدم عبد الله بن الحسن
__________________
(١) فروع الكافي ٥ : ١٠٦ ، الحديث ٤ ، والتهذيب ٦ : ٣٣١ ، الحديث ٩٢٠ وقارنه بمثله عن أبي بصير في أُصول الكافي ١ : ٤٧٤ ، الحديث ٥.
(٢) مقاتل الطالبيين : ١٧٣ ـ ١٧٤.
(٣) تاريخ خليفة : ٢٧٠.