وقد قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «والذي فلق الحبة وبرأ النسمة وبعثني بالحق نبياً لما يتجشم من مسألته إياك أعظم مما ناله من معروفك».
قال إسحاق الراوي : فجمعوا للخراساني في المجلس خمسة آلاف درهم ودفعوها إليه (١).
فهذان الخبران من عهد أواخر الأمويين وأوائل العباسيين قبل قتل المعلّى بن خنيس.
موت إسماعيل بن جعفر عليهالسلام :
يبدو أنّ إسماعيل بن جعفر عليهالسلام بعد مباشرته بأمر أبيه الإمام للاقتصاص من قاتل المعلّى ، توفي هو بعد ذلك في السنة نفسها (١٣٣ ه) قبل وفاة أبيه الصادق عليهالسلام بخمس عشرة سنة (٢) بالعريض من نواحي المدينة فحمل على رقاب الناس إلى أبيه. فروي أنّه عليهالسلام جزع عليه جزعاً شديداً وحزن عليه حزناً عظيماً ، ثمّ تقدّم سريره بلا حذاء ولا رداء إلى البقيع ، وأمر بوضع سريره على الأرض مراراً كثيرة ، فكان يكشف عن وجهه وينظر إليه يريد بذلك تحقيق أمر وفاته عند الظانين خلافته له بعده ، وإزالة الشبهة عنهم في حياته.
ولما مات إسماعيل رضى الله عنه انصرف عن القول بإمامته بعد أبيه من كان يظنّ ذلك أو يعتقده من أصحاب أبيه عليهالسلام ، وأقام على حياته شرذمة لم تكن من خاصة أبيه ولا من الرواة عنه بل كانوا من الأطراف والأباعد (٣).
__________________
(١) بحار الأنوار ٤٧ : ٦١ ، ٦٢ عن كتاب قضاء الحقوق للصوري.
(٢) بحار الأنوار ٤٧ : ٢٥٥ بالحاشية بقلم السيّد الخرسان إلّاأ نّه قال : قبل وفاة الصادق بعشرين سنة تقريباً! وهو وهم.
(٣) الإرشاد ٢ : ٢١٠.