وكان ملك تبّت قد بعث إلى المأمون بصنم من ذهب فبعث المأمون به وبذهب آخر إلى الكعبة ، فلمّا بلغ خبر مجيء إبراهيم إلى مكة أرسل المخزومي إلى حَجَبة الكعبة فأخذ الذهب المبعوث من الصنم وغيره. وضربه دراهم ودنانير ليصرفه في حربه ، وخندق في مكة على نفسه.
وصار إبراهيم إلى مكة فبعث بعض أصحابه فدخلوا مكة من الجبال فهرب المخزومي ، فلحقه بعض أصحابه فقتله ، ودخل إبراهيم إلى مكة فغلب عليها ، وغلب حمدويه على ناحية من اليمن واستمال جماعة منهم ثمّ خلع عن نفسه طاعة المأمون.
وكان أخو إبراهيم : زيد بن موسى بن جعفر قد تغلّب على البصرة وصار معه جماعة من القيسية وغيرهم ، فنهب دوراً وأموالاً كثيرة للناس (من بني العباس) فكان الجلودي قد انصرف إليه لحربه ، فلمّا قرب الجلودي حاربوه يومهم ثمّ انهزموا ، فأخذا الجلودي زيداً وحمله إلى المأمون ، فمنّ عليه المأمون وأطلقه (١).
اضطرابات بالاسكندرية وغيرها :
لم أعلم فيما لديّ دوافع هجرة جماعية أندلسية إلى الاسكندرية ، إلّاأنّ اليعقوبي قال : قدم الأندلسيون في أربعة آلاف مركب! فأرسوا في رمال موانئ الاسكندرية وهم زهاء ثلاثة آلاف رجل!
وكان بنو مُدلِج وبنو لَخم ورئيسُهم أحمد بن رحيم اللخمي قد غلبوا على الاسكندرية.
ثمّ وثب رجل من قوات السلطان على رجل من الأندلسيين فثارت عصبيّتهم فوثبوا على صاحب الشرطة بالاسكندرية فقتلوه ، وحاربوا أهلها حتّى
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٤٨ ـ ٤٤٩.