بل أودع الصادق عليهالسلام لدى المفضّل أموالاً وأموره أن إذا تنازع رجلان من شيعته في شيء أن يفتدى مشكلتهما بماله حتّى يصلح بينهما ، كما فعل بنزاع رآه بين عبد الرحمن سائق الحاج وختن له ، كما روى الكليني (١).
عبد الرحمن المرواني في الأندلس :
كان عامل أفريقية لمروان بن محمّد الأموي : عبد الرحمن بن حبيب الفهري. وبعد قتل مروان قدم على عبد الرحمن جماعة من امية منهم لؤي والعاص ابنا الوليد بن يزيد ، وبلغ عنهما شيء إلى عبد الرحمن الفهري ففتك بهما ، وكان معهم عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك فخافه فهرب منه ، وقطع مضيق جبل طارق إلى الأندلس ومعه مولاه بدر ، وعاملها يوسف بن عبد الرحمن الفهري.
وكان قد اشتدت العصبية بين من بها من اليمانية والنزارية ودامت عدّة سنين ، فطمع عبد الرحمن الأموي في الغلبة عليها ، وكاتب اليمانية ودعاهم إلى نفسه ، وسيّر إليهم مولاه بدراً فبايعوه. وبلغ أمره إلى يوسف الفهري فسار إليه في أنصاره من النزارية وغيرهم واقتتلوا فقتل أصحابه قتلاً ذريعاً وهزم يوسف ، سنة (١٣٩ ه) فاستولى عبد الرحمن الأموي على الأندلس ، وهي مملكة عظيمة فيها مدن كثيرة وعمائر متصلة نحواً من أربعين يوماً في مثلها (٢).
تحصين المنصور ثغور الشام :
في سنة (١٣٨ ه) خرج قسطنطين ملك الروم إلى بلاد الإسلام فأخذ ملطية عنوة وهدم سورها ، ولكنّه عفا عمّن بها من المقاتلة والذرية.
__________________
(١) أُصول الكافي ٢ : ٢٠٩ ، الحديث ٤.
(٢) التنبيه والإشراف : ٢٨٦ ـ ٢٨٧.